للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيهم فأصابها لَمَم (١) فرأى بعض أهلها (٢) أن دواءها عند ذلك الراهب، فأخذ الشيطان يخنقها، فأوقع في قلوب أهلها أن يذهبوا بها إلى ذلك الراهب، حتى يدعو لها فأبى أن يقبلها فلم يزالوا به حتى قبلها، فزين له الشيطان فلم يزل به حتى غشيها، فلما وقع بها حملت منه، فلما حملت منه جاءه الشيطان فقال له: الآن تفتضح في الناس، اقتلها ثم ادفنها فإن جاء أهلها فسألوا عنها فقل: ماتت. قال: وجاء الشيطان إلى أهلها فقذف في قلوبهم أنه أحبلها وفعل، قال: فجاءوا فاستنزلوه ليقتلوه، فجاء الشيطان فقال: أنا الذي أخذتها، وأنا الذي أتيت أهلها حتى أتوك، وأنا الذي زينت لك حتى وقعت، فأطعني الآن وأسجد لي سجدة حتى أنجيك، فسجد له فتبرأ منه وأسلمه. قال: فهو الذي قال الله تبارك وتعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}? (٣)، وقد روي عن علي وابن مسعود رضي الله عنهما نحو ذلك (٤).


(١) قال في غريب الحديث (٤/ ٢٣٣): " اللّمَم: طَرَف من الجنون يُلمُّ بالإنسان أي يقرُبُ منه".
(٢) لوحة رقم [٢/ ٢٧٤].
(٣) أخرجه البيهقي في الشعب (٤/ ٣٧٢) عن ابن عيينة، بنحوه.
(٤) أما ما روي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقد أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (٣/ ٢٨٥) والطبري في تفسيره (١٢/ ٤٧) والحاكم [٢/ ٥٢٦ كتاب التفسير، سورة الحشر] والبيهقي (٤/ ٣٧٣)
وأما ما روي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - فقد أخرجه الطبري في تفسيره (١٢/ ٤٧).

<<  <   >  >>