(٢) يشير المؤلف إلى الرواية التي أخرجها البخاري [١٤٣٢ كتاب الحدود، باب رجم الحبلى .. ] ومسلم [٣/ ١٠٦٤ كتاب الحدود] عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب قال وهو جالس على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله قد بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم، قرأناها ووعيناها وعقلناها، فرجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله). وقول المؤلف ـ رحمه الله ـ: لأن عمر - رضي الله عنه - أخبرنا أنهم كانوا يقرؤونها فظنها قرآنا وقد كان وحيا، محل نظر، فمع أن فيه تخطئة لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ونسبة قوله إلى الظن، والحال أنه مُخْبر بأمر واقعٍ، فهو يقتضي أن تكون آية الرجم وحيا كوحي السنة، وليست قرآنا يتلى كسائر ما نزل من القرآن، والروايات الثابتة دلالتها صريحة على أنها كانت قرآنا يتلى، إذ فيها قوله - رضي الله عنه -: (إن الله قد بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم، قرأناها ووعيناها وعقلناها، فرجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله) فسماها آية وأخبر أنهم كانوا يقرؤونها، وإذا علمنا أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال ذلك بمحضر من صحابة رسول - صلى الله عليه وسلم - ولم ينكر عليه أحد، تيقنا أنه - رضي الله عنه - لم يقل ذلك بمجرد ظنه، ومما يشهد لرواية عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ما أخرجه الحاكم [٤/ ٤٠٠ كتاب الحدود] عن سهل بن حنيف أن خالته أخبرته، قالت: لقد أقرأنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آية الرجم: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما اقترفا من اللذة) قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.