للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال بكر: فالذي كُره من السمر ما لم يكن فيه رضى الله ـ عز وجل ـ ومنافع للعباد، وعلم وآداب (١)، والآية إنما نزلت في كفار قريش لأنهم كانوا يهجرون الطواف ويجلسون في نواديهم وهي الحِلَق، فيتكلمون في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي القرآن، فسماه الله هجرا (٢).

قال سفيان (٣): كان عمرو بن دينار (٤) يسمر في المسجد إلى نصف الليل وأيوب السختياني (٥) معه (٦).

وقال هشام بن حسان (٧): كنا نسمر بعد العشاء مع محمد بن سيرين (٨).

وقال عروة (٩) كنا نتحدث عند حجرة عائشة رضي الله عنها، وكانت تنادينا: يا ابن أختي قد طلع الفجر (١٠).


(١) وهذا المعنى ـ أيضا ـ قرره ابن العربي في أحكام القرآن (٣/ ٣٢٨) حيث قال: " هذا يدلك على أن النهي عن السمر إنما هو لأجل هجر القول، أو لغوه، أو لأجل خوف فوت قيام الليل، فإذا كان على خلاف هذا، أو تعلقت به حاجة، أو غرض شرعي، فلا حرج فيه، وليس هو من منزع الآية .. ".
(٢) أورد هذا السبب في نزول الآية السيوطي في الدر المنثور (٦/ ١٠٩) وعزاه إلى سعيد بن منصور وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير.
(٣) هو: ابن عيينة، تقدم.
(٤) هو: عمرو بن دينار الجمحي مولاهم، أبو محمد المكي، قال عنه ابن عيينة: كان ثقة ثبتا كثير الحديث صدوقا عالما، توفي سنة ١٢٥ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٥/ ٣٢٥) وتهذيب التهذيب (٤/ ٣٢١).
(٥) هو: أيوب بن أبي تميمة السختياني، أبو بكر البصري، قال ابن سعد: كان ثقة ثبتا في الحديث جامعا كثير العلم حجة عدلا، توفي سنة ١٣١ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٧/ ١٢٦) وتهذيب التهذيب (١/ ٣٠٩).
(٦) أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (٢/ ١٥١) بمعناه، لكن قال: إلى ربع الليل وقريب من مثله.
والأثر ـ أيضا ـ مخرج في القطعة المتبقية من كتاب القاضي إسماعيل صاحب الأصل.
(٧) هو: هشام بن حسان الأزدي مولاهم، أبو عبد الله البصري، قال ابن أبي عروبة: ما رأيت أحفظ عن محمد بن سيرين من هشام، توفي سنة ١٤٦ هـ ينظر: طبقات ابن سعد (٧/ ١٣٨) وتهذيب التهذيب (٦/ ٢٥).
(٨) لم أجده.
(٩) هو: ابن الزبير، تقدم.
(١٠) أخرجه ابن أبي شيبة [٢/ ٨٠ كتاب الصلوات، باب من رخص في ذلك] بمعناه.
والأثر ـ أيضا ـ مخرج في القطعة المتبقية من كتاب القاضي إسماعيل صاحب الأصل.

<<  <   >  >>