للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال سعيد بن المسيب: كان عمر يطوف في المسجد بعد عشاء الآخرة يقول: الحقوا برحالكم، عسى الله أن يرزقكم صلاة في ليلتكم (١).

وكان سعد يقول: أريحوا كتابكم (٢).

وكان عبد الله (٣) يَعُسُّ (٤) في المسجد، فما يدع فيه سوادا إلا أخرجه إلا رجلا يصلي (٥).

وكان حذيفة وعبد الله بن عمرو وشداد بن أوس (٦) يكرهون الحديث

بعدها (٧).

وقال شداد بن أوس: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قرض بيت شعر بعد العشاء لم يقبل له تلك الليلة صلاة) (٨)

قال بكر: وهذا كله فيمن سمر في غير مرضات الله، فأما من جعل سمره مذاكرة لعلم أو ما لا يَسْخَطُه الله عز وجل ويدخل في مرضاته، فلا بأس به، روى أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة (٩) قال: قال: عمر قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يزال يسمر عند أبي بكر في الأمر من أمور المسلمين) (١٠)، وقال عمران بن حصين (١١): (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدثنا عامة ليله عن بني إسرائيل) (١٢).


(١) أخرجه في شرح معاني الآثار (٤/ ٣٣٠) بنحوه.
والأثر ـ أيضا ـ مخرج في القطعة المتبقية من كتاب القاضي إسماعيل صاحب الأصل.
(٢) لم أجد هذا الأثر، وقد ذكره ابن العربي المالكي في أحكامه (٣/ ٣٢٧) والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن (١٢/ ١٤٥) ضمن أثر عزاه إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
والأثر ـ أيضا ـ مخرج في القطعة المتبقية من كتاب القاضي إسماعيل صاحب الأصل.
(٣) هو: ابن مسعود - رضي الله عنه -.
(٤) قال في اللسان مادة (عسس): " عس يعس عسسا وعسا أي طاف بالليل".
(٥) أخرجه عبد الرزاق [١/ ٤٢٢ كتاب الصلاة، باب الوضوء في المسجد] بنحوه.
والأثر ـ أيضا ـ مخرج في القطعة المتبقية من كتاب القاضي إسماعيل صاحب الأصل.
(٦) هو: شداد بن أوس بن ثابت الخزرجي، أبو يعلى، قيل إنه شهد بدرا، قال عنه عبادة بن الصامت: من الذين أوتوا العلم والحلم، توفي سنة ٥٨ هـ ودفن ببيت المقدس. ينظر: طبقات ابن سعد (٧/ ١٩١) والإصابة (٣/ ٢٥٨).
(٧) قول حذيفة فقد أخرجه ابن أبي شيبة [٢/ ٧٨ كتاب الصلوات، باب من كره السمر بعد العتمة]
وأما باقي من ذكرهم فلم أجد آثارا عنهم في هذا الباب، وقد أخرج ابن أبي شيبة ـ الإحالة السابقة ـ عن عدد من الصحابة والتابعين ما يدل على كراهتهم الحديث بعد صلاة العشاء.
(٨) أخرجه الطبراني في الكبير (٧/ ٢٧٨) بلفظه.
وأخرجه أحمد (٤/ ١٢٥) والطبراني في مسند الشاميين (٢/ ٢٢٨) بنحوه، وضعفه العقيلي في الضعفاء (٣/ ٣٣٩).
والحديث ـ أيضا ـ مخرج في القطعة المتبقية من كتاب القاضي إسماعيل صاحب الأصل.
(٩) هو: علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي ولد في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: الهمداني كان علقمة من الربانيين، توفي سنة ٦١ هـ ينظر: طبقات ابن سعد (٦/ ٤٠٤) وتهذيب التهذيب (٤/ ١٦٨).
(١٠) جزء من خبر طويل أخرجه أحمد (١/ ٢٥) وابن خزيمة [٢/ ١٨٦ كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في صلاة الليل] وابن حبان [٥/ ٣٧٩ باب صفة الصلاة، ذكر الخبر المصرح بإباحة السمر ... ] والحاكم [٢/ ٢٤٦ كتاب التفسير] وصححه، والبيهقي [١/ ٤٥٢ جماع أبواب الأذان، باب كراهة النوم قبل العشاء].
(١١) هو: عمران بن حصين بن عبيد الخزاعي، أسلم عام خبير، ومان صاحب راية خزاعة يوم الفتح، توفي بالبصرة سنة ٥٢ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٨/ ٧) الإصابة (٤/ ٥٤٣).
(١٢) جزء من حديث أخرجه أحمد (٤/ ٤٣٧) وابن خزيمة [٢/ ٢٩٢ جماع أبواب الأفعال المباحة، باب ذكر الدليل على كراهة السمر ... ] والحاكم [٢/ ٤١١ كتاب التفسير، سورة طه] وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو داود [٣/ ٣١٩ كتاب العلم، باب الحديث عن بني إسرائيل] والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٠٧).
والحديث ـ أيضا ـ مخرج في القطعة المتبقية من كتاب القاضي إسماعيل صاحب الأصل.

<<  <   >  >>