للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفضلا عن هذا فله في مواضع عدة، كلام عن بعض ما كان من الخوارج على عثمان - رضي الله عنه -، أو أولئك الذي قاتلهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، كلها تدل على تعظيم صحابة نبي الله والذب عنهم، ورد قول من تنقص أحدا منهم (١)، وقد نقل ـ رحمه الله ـ عن الإمام مالك كلمته المشهورة الجامعة في هذا الباب، وهي قوله: " من سب أحدا من الصحابة كائنا من كان أو تنقصه، وهم الذين قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: دعوا لي أصحابي فمن آذاهم فعليه لعنة الله فليس من المسلمين الذين يقسم فيهم الفيء، ولا حق لهم فيه، وتلا محمد بن مسلمة هذه الآية {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} " (٢).

" في باب القدر.

أشارت كتب التراجم إلى أن أبا الفضل القشيري قد ألف كتابا في الرد على أهل القدر (٣)، وقد ذكر في كتابه أحكام القرآن؛ أن أهل السنة يرون أن أعمالهم هي مَنٌّ من الله ـ تعالى ـ عليهم " فلولا منّ الله عليه بها، لم يكن بالقادر عليها، فإذا قاله وهذا اعتقاده ومذهبه السنة، حسن منه" (٤)، ونقل كلاما عن سهل التستري، يصف فيه طائفة من المخالفين لأهل السنة، في هذا الباب يسميهم بالقدرية " وإنما يكون الرياء في أهل القدر الذين يعتقدون أنهم عملوها بالاستطاعة المركبة فيهم " (٥).

" في باب الفرق والملل.

جرى للمؤلف ذكر لأشهر الفرق المنتسبة للإسلام ولا سيما الخوارج، فقد أوردهم في أكثر من موضع، وتضمن هذا الإيراد ردا على بعض ما عندهم، وإن كان المؤلف لم يقصد له ابتداء.


(١) ينظر المواضع الآتية: ٩٨، ١٣٣، ١٣٤، ١٧١، ٣٥٨
(٢) ينظر سورة الحشر الآية (١٠).
(٣) ينظر: الوافي بالوفيات (١٠/ ١٣٦) والديباج المذهب ص ١٠٠، سيرد ـ إن شاء الله ـ في المطلب المتعلق بمكانته العلمية، الإشارة إلى ذلك.
(٤) ينظر من هذه الرسالة: ص ٥١٥.
(٥) ينظر من هذه الرسالة: ص ٥١٥.

<<  <   >  >>