الأول: الأصل اللغوي للفظ الحين، وقد قرر أهل اللغة أنه يستعمل في التعبير عن الزمن المطلق، سواء كان قليلا أو كثيرا، قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة، مادة حين: " الحاء والياء والنون أصل واحد، ثم يحمل عليه، والأصل الزمان، فالحين الزمان قليله وكثيره .. " أ. هـ. الثاني: السياق الذي ورد فيه لفظ الحين، فاللفظ وإن كان مطلقا، فإنه يتقيد بالسياق الذي ورد فيه، أو بما يضاف إليه، وهنا لفظ الحين جاء مبهما يحتمل أكثر من معنى، لكن سياقه يقيده، وهذا ما استظهره ابن جرير في اختياره لمعنى الحين قال ـ رحمه الله ـ في تفسيره (٧/ ٤٤٣): " وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: عنى بالحين في هذا الموضع غدوة وعشية وكل ساعة؛ لأن الله تعالى ذكره ضرب ما تؤتي هذه الشجرة كل حين من الأكل؛ لعمل المؤمن وكلامه مثلا، ولا شك أن المؤمن يرفع له إلى الله في كل يوم صالح من العمل والقول، لا في كل سنة، أو في كل ستة أشهر أو في كل شهرين، فإذا كان ذلك كذلك؛ فلا شك أن المثل لا يكون خلافا للممثل به في المعنى، وإذا كان ذلك كذلك؛ كان بَيّنا صحة ما قلنا، فإن قال قائل: فأي نخلة تؤتي في كل وقت أكلا صيفا وشتاء، قيل: أما في الشتاء فإن الطلع من أكلها، وأما في الصيف؛ فالبلح والبسر والرطب والتمر، وذلك كله من أكلها " أ. هـ