للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوجه والكفان على وجه المعروف، لا على تأمل المحاسن، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لك الأولى وليست لك الثانية) (١) والتَخَفُّر (٢) أيضا لفساد الناس واجب على المرأة في الوجه والكفين (٣) فأما الثياب فأمرها سهل، والمحاسن في الوجه، فَتَأَمُّلُه محظور على من خاف الفتنة، وكذلك الكفان، قال الشاعر:

هلالية الأطراف مرية الحشا ... فزارية العينين طائية الفم (٤)

وقال الأصمعي: الحسن في العينين والجمال في الأنف والملاحة في الفم.

قال الله عز وجل: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (٥).

دخلت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر (٦) على عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها، فتناولته عائشة فشقته عليها وقالت: أما تعلمين


(١) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ١٥) والحاكم [٢/ ٢١٢ كتاب النكاح] وقال: " حديث صحيح " من حديث بريدة، به.
(٢) قال في القاموس مادة: خفر " شدة الحياء ".
(٣) لوحة رقم [٢/ ٢١١].
(٤) ذكره في العقد الفريد (٦/ ٤١١) من قول الأصمعي في وصف جارية لهارون الرشيد، لكن قال:
كنانية الأطراف سعدية الحشا ... هلالية العينين طائية الفم
وفي موضع آخر (٦/ ٤٢٠)
خزاعية الأطراف سعدية الحشا ... فزارية العينين طائية الفم
ونسبه في المستطرف (٢/ ٤٦٦) إلى ابن أبي الرقاع لكن قال:
قضاعية الكعبين كندية الحشا ... خزاعية الأطراف طائية الفم
(٥) سورة النور (٣١).
(٦) هي: حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، زوجة المنذر بن الزبير، قال العجلي: تابعية ثقة. ينظر: طبقات ابن سعد (٨/ ٤٦٦) وتهذيب التهذيب (٦/ ٥٣٦).

<<  <   >  >>