للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال بكر: وفي هذه الآية فقه لم أرهم ذكروه، وهو أن الله تبارك وتعالى قال: {بُيُوتِكُمْ} ولم يذكر الأبناء، وذكر الآباء ومن بعده حتى ذكر الصديق، والابن أقرب من الأب ومن عداه، وأولى بالمال الذي يملكه ابنه منه، فسائر أملاك الناس ممن ذكر وممن لم يذكر، فعلمنا أن بيوت الأبناء هي بيوت الآباء، فلم يحتج إلى ذكرها ودخلت في معنى بيوتكم، ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنت ومالك لأبيك) (١).

قال الله تبارك وتعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} (٢).

قال الحسن: يسلم بعضكم على بعض، كقوله سبحانه: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} (٣).


(١) أخرجه ابن حبان [٢/ ١٤٢ كتاب البر والصلة، ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة العلم .. ] من حديث عائشة رضي الله عنها.
وأخرجه أحمد (٢/ ٢٠٤) وابن ماجه [٢/ ٣٤ أبواب التجارات، باب ما للرجل من مال ولده] وأبو داود [٣/ ٢٧٥ كتاب الإجارة، باب في الرجل يأكل من مال ولده] والبيهقي [٧/ ٤٨٠ كتاب النفقات، باب نفقة الأبوين] من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
وأخرجه ابن ماجه [٢/ ٣٤ أبواب التجارات، باب ما للرجل من مال ولده] من حديث جابر بن عبد الله.
وقد تكلم المؤلف عن معنى هذا الحديث عند قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} من سورة المسد.
(٢) سورة النور (٦١).
(٣) سورة النساء (٢٩).
والأثر أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (٣/ ٦٦) به.

<<  <   >  >>