للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذ تميزوا " بإفراد المسائل، وتحرير الدلائل، على رسم الجدليين، وأهل النظر من الأصوليين" (١)، كما أنهم تميزوا بدراسة " المذهب دراسة مقارنة بالمذاهب الأخرى، ولهم في هذا فضل السبق والابتكار " (٢) ولهذا يقول الخطيب البغدادي وهو يتكلم عن القاضي إسماعيل، الذي يعتبر بحق رأس هذه المدرسة وإمامها: " وصنف في الاحتجاج لمذهب مالك والشرح له، ما صار لأهل هذا المذهب، مثالا يحتذونه، وطريقا يسلكونه " (٣).

كما امتازت هذه المدرسة عن غيرها من المدارس المالكية الأخرى، بسمة التقعيد للمسائل، والتأصيل للقضايا، ولعل هذا التميز كان أثرا من آثار البيئة التي ظهرت فيها حيث كانت المدرسة الحنفية والشافعية متميزة في هذا الأمر (٤).

كما امتاز علماء المذهب المالكي بالعراق ـ أيضا ـ عن غيرهم من علماء المدارس المالكية الأخرى، بسعة الاطلاع على نتاج ومؤلفات وكتب المذاهب الأخرى، والاقتباس من طرقها وأساليبها.

" أشهر روادها.

يعتبر عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وسليمان بن بلال، وأحمد بن المُعَذِّل، هم الرواد الأوائل الذين أدخلوا مذهب مالك إلى العراق، ومهدوا لقيام المدرسة العراقية،


(١) أزهار الرياض للمقري (٣/ ٢٢).
(٢) ينظر: بحث: المدارس الفقهية المالكية بالعراق عوامل نشأتها وأبرز أعلامها، أعده محمد التمسماني.
(٣) تاريخ بغداد (٦/ ٢٨٥).
(٤) ينظر: المذهب المالكي مدارسه ومؤلفاته ص ٨٥، وبحث: أسباب تعدد المدارس في المذهب المالكي للحبيب ابن طاهر ص ٣٧.

<<  <   >  >>