للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكلب منهي عن اتخاذه إلا لمعنى، وجعل ينقص من اتخذه لغير معنى كل يوم قيراطين (١) وأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب (٢).

فدل قول الشافعي على أن أمر الكلب لا يعتله، وأن الذي فهم من الفرق بين الكلب وغيره ما وصف، فلم يكن ينبغي له أن يحتج بأمر الكلب في الحديث الذي روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن الماء لا ينجسه شيء؛ لأنه زعم أن الذي فهمه من أمر الكلب ليس من طريق النجاسات، فلم يكن لاحتجاجه به في النجاسات معنى، فليس يجوز لإنسان أن يحتج بشيء لا يفهم المعنى منه، وقد شرحنا من أمر الكلب في غير هذا الموضع مالا يحتاج إلى إعادته، وبالله التوفيق.

قال الله تبارك وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ (٣) أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} (٤).

قال مجاهد: يخلف هذا وهذا، ويخلف هذا هذا (٥).


(١) أخرجه البخاري [١١٨٥ كتاب الذبائح والصيد، باب من اقتنى كلبا ليس بكلب صيد] ومسلم [٣/ ٩٧٣ كتاب المساقاة] من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(٢) أخرجه البخاري [٦٧٤ كتاب بدء الخلق، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم] ومسلم [٣/ ١٣٢٦ كتاب اللباس والزينة] عن أبي طلحة - رضي الله عنه -.
(٣) لوحة رقم [٢/ ٢٢٤].
(٤) سورة الفرقان (٦٢).
(٥) كذا في الأصل، ويحتمل: ويخلف هذا هذا، بحذف حرف العطف ليستقيم الكلام، ولفظه كما أخرجه الطبري في تفسيره (٩/ ٤٠٦): هذا يخلف هذا، وهذا يخلف هذا. وأخرجه ابن أبي حاتم (٨/ ٢٧١٩) بفظ: هذا يخلف ذا، وهذا يخلف ذا.

<<  <   >  >>