للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال على بن الحسين: يبدل الله سيئاتهم حسنات في الآخرة (١).

وقال الحسن البصري: في الدنيا (٢).

وروى الأعمش، عن المعرور بن سويد (٣) عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ? إني لأعلم أول أهل الجنة دخولا وآخر أهل النار خروجا، يؤتى بالرجل يوم القيامة فتعرض عليه صغار ذنوبه وهو مقر لا ينكر وهو مشفق من الكبائر، فيقال: أعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة، فيقول إن لي ذنوبا ما أراها هاهنا، فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حدث بهذا الحديث ضحك حتى بدت نواجذه? (٤)

وقال مجاهد {يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} قال: الإيمان بعد الكفر (٥).

وقال عطاء بن أبي رباح: إنما ذلك في الدنيا الرجل يكون على الهيئة القبيحة، ثم يبدله الله بها خيرا منها (٦).

وقول الحسن ومجاهد وعطاء أصح في المعنى، وهو أن الله عز وجل يتوب على الكافر فيسلم وعلى القاتل بالندم والعمل الصالح وعلى الزاني بالعفاف والاستغفار، والله أعلم (٧).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم (٨/ ٢٧٣٥) به.
(٢) أشار إليه في زاد المسير ص ١٠٢٣، وفي الجامع لأحكام القرآن (١٣/ ٨٤)، وهي في معنى الرواية التي سبقت عن الحسن.
(٣) هو: المعرور بن سويد الأسدي، أبو أمية الكوفي، قال العجلي: تابعي ثقة، قال ابن سعد: كان كثير الحديث. ينظر: طبقات ابن سعد (٦/ ٤٢١) وتهذيب التهذيب (٥/ ٤٧٢).
(٤) أخرجه أحمد (٥/ ١٧٠) والطبري في تفسيره (٩/ ٤٢١) والترمذي [٤/ ٢٦٨ كتاب صفة جهنم، ما جاء أن للنار نفسين] وصححه، وابن حبان [١٦/ ٣٧٥ كتاب التاريخ، ذكر إبدال سيئات من أحب من عباده] عن الأعمش، بنحوه.
(٥) أشار إليه في زاد المسير ص ١٠٢٣.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٨/ ٢٧٣٤) به.
(٧) صحح المؤلف ـ رحمه الله ـ أن الآية في الدنيا، وهو معنى قول الحسن ومجاهد وعطاء، خلافا لمن قال هي في الآخرة، وفي الحق فإن الآية الكريمة جاءت عامة، فحملها على كل ما يصح في المعنى من غير معارضة أولى، ولا سيما وأنه قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يشهد لقول من جعلها في الآخرة، كالحديث الذي ذكره عن أبي ذر - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>