للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لم يصعد منه شيء، ألا تراه يقول: {لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ} (١) يعني المؤمنين من ذكر أو أنثى، فهذا معنى الآية عندي والله أعلم (٢).

قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (٣).

خشية العبد لله على قدر علمه به، فكلما ازداد به علما ازداد له خشية، فأخشى الخلق لله الأنبياء عليهم السلام، ثم الصديقون، ثم الأمثل فالأمثل، على قدر علمهم به خشيتهم ومراقبتهم له.


(١) سورة آل عمران (١٩٥).
(٢) هذا الذي قرره المؤلف ـ رحمه الله ـ لمعنى الكلم الطيب والمراد بالرفع هنا معنى لطيف، قد قال به بعض السلف، وله فائدة دقيقة أشار إليها ابن الجوزي قال: " فإذا قلنا: إن الكلم الطيب هو التوحيد، كانت فائدة هذا القول: أنه لا يقبل عمل صالح إلا من موحد ".
وفسر ابن العربي الكلم بذكر الله ونحوه من الكلام الطيب، وجعل العمل الصالح رافعا للكلم الطيب، وعلل ذلك بقوله: " لأن من خالف قوله فعله؛ فهو وبال عليه " وعلى هذا أكثر السلف.
ينظر: تفسير الطبري (١٠/ ٣٩٨) وأحكام القرآن (٤/ ١٦) وزاد المسير ص ١١٥٩.
(٣) سورة فاطر (٢٨).

<<  <   >  >>