للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسن: كان رجل في حلقتنا فسمع الآية فقال: أعدها، ثم قام إلى رجل بينه وبينه شيء فكلمه، قال الحسن: كذلك المؤمن إذا سمع شيئاً انتفع به (١).

ومعنى {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ} (٢) قابل من أساء بالإحسان يجتمع لك الثوابان، ويندم المسيء.

وأما الآية الأخرى: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ} (٣) فهذه توجب على المسلم العاقل معاشرة الصديق والعدو بالجميل، فأما الصديق فتتمكن مروءته ويزيد إخلاصه، وأما العدو فلعله يندم فإن لم يندم أمسك وقل أذاه.

(٤) وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن السجدة في هذه السورة بالآية الأولى (٥).

وكان مسروق وأصحاب عبد الله (٦) وأبو عبد الرحمن السلمي (٧) وإبراهيم (٨) وأبو صالح يحي بن وثاب (٩) وطلحة (١٠) وزبيد (١١) يسجدون في الآية الأولى من حم السجدة (١٢).


(١) لم أجده.
(٢) سورة المؤمنون (٩٦).
(٣) سورة فصلت (٣٤).
(٤) كذا في الأصل، لم يكتب الآية التي فيها السجدة، وهي قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا! الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (فصلت: ٣٧).
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة [١/ ٣٧٢ كتاب الصلوات، باب من كان يسجد بالأولى]
(٦) هو ابن مسعود، تقدم.
(٧) هو: عبد الله بن حبيب بن رُبَيِعة، أبو عبد الرحمن السلمي، شهد مع علي صفين، قال ابن سعد عم ابن عمر: كان ثقة كثير الحديث، توفي سنة ٧٢ هـ ينظر: طبقات ابن سعد (٦/ ٤٤٧) وتهذيب التهذيب (٣/ ١١٥).
(٨) هو النخعي، تقدم.
(٩) كذا في الأصل أن أبا صالح هو يحيى بن وثاب، والظاهر أنه خطأ من الناسخ، وإنما هو أبو صالح ويحي ابن وثاب، وذلك لأمرين:
الأول: أن القول بالسجود عند هذا الموضع، قد قاله أبو صالح، ويحيى بن وثاب، كما يأتي الإشارة إليه في الحاشية بعده.
الثاني: لم ينقل أحد من أهل التراجم والرجال ـ فيما وقفت عليه ـ أن كنية يحيى بن وثاب هي أبو صالح.
وإذاً فأبو صالح هو: مولى ابن عباس، وقيل: مولى أم هانئ، قلت: وقد تقدم ترجمة مولى أم هانئ، وقيل: هو ميزان البصري، قال عنه ابن معين: ثقة مأمون. ينظر: تهذيب التهذيب (٥/ ٥٧٢).
وأما يحيى بن وثاب فهو: يحي بن وثاب الكوفي، مولى بني كاهل من بني أسد بن خزيمة، قال العجلي: تابعي ثقة مقرئ الكوفة، توفي سنة ١٠٣ هـ. ينظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٩/ ١٩٣) ومعرفة القراء الكبار (١/ ٦٥).
(١٠) هو: طلحة بن مُصرّف بن عمرو بن كعب اليامي، أبو محمد الكوفي، قال ابن إدريس: كانوا يسمونه سيد القراء، مات سنة ١١٢. ينظر: طبقات ابن سعد (٦/ ٥١٢) وتهذيب التهذيب (٣/ ١٩).
(١١) هو: زبيد بن الحارث بن عبد الكريم بن اليامي، أبو عبد الرحمن الكوفي، قال ابن سعد: كان ثقة وله أحاديث وكان في عداد الشيوخ، مات سنة ١٢٢ هـ ينظر: طبقات ابن سعد (٦/ ٥١٣) وتهذيب التهذيب (٢/ ١٨٨).
(١٢) أما الأثر عن ابن مسعود فقد أخرجه الحاكم [٢/ ٤٧٩ كتاب التفسير] وصححه، والبيهقي [٢/ ٣٢٦ أبواب سجود التلاوة، باب رقم ٤٦١] والطبراني في الكبير (٩/ ١٤٧).
وأما أثر السلمي وأبو صالح وطلحة والنخعي وزبيد، فقد أخرجه ابن أبي شيبة [١/ ٣٧٢ كتاب الصلوات، باب من كان يسجد بالأولى].
وأما قول ابن وثاب فقد أشار إليه ابن العربي في أحكام القرآن (٤/ ٨٧).

<<  <   >  >>