للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذاتِ إثارة أكَلَتْ عليه ... نباتا في أكمته قَفارا (١)

أي: بقية من شحم أكلت عليه، ومن قرأ {أثرة} فهو مصدر تَأْثِرَة وتَذْكِرة، واللغة تحتمل المعنيين جميعا، قال أبو عبيدة: إثارة بقية من علم (٢)، وهذا يرجع إلى قول من قال: إنه يأثر علما، فهو مثل قطعة من العلم، وبقية من العلم يتقارب المعنى فيهما، والله أعلم.

قال الله عز وجل: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} (٣).

أَعْلَمَ الله تبارك وتعالى بهذه الآية أن أقل الحمل ستة أشهر، وبقوله: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} (٤) فجميع الرضاع والحمل في الثلاثين، فدل بها على أقل الحمل، وذلك نادر في النساء؛ لأن أكثرهن يلدن لتسعة أشهر، ومنهن من يلدن لسبع فيعيش ولدها، فكذلك في الست (٥) فأما من يولد لثمان فلا يعيش؛ لأن عيسى بن مريم صلى الله عليه ولد لثمانية أشهر، فكان ذلك من الآيات فيه، كما خُلق من غير ذكر.


(١) أورده الطبري في تفسيره (١١/ ٢٧٣) لكن قال: عليها.
(٢) ينظر مجاز القرآن (٢/ ٢١٣).
(٣) سورة الأحقاف (١٥)
(٤) سورة البقرة (٢٣٣).
(٥) لوحة رقم [٢/ ٢٤٨].

<<  <   >  >>