للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخير خير الآخرة ... فاغفر للأنصار والمهاجرة (١)

فالأنساب والمال والجمال يُتزين بها في الدنيا، والتقوى هو الحاصل النافع في دار (٢) الإقامة.

وقد تكلم الشافعي في هذه الآية فقال: فيها خصوص وعموم، واستثنى الدواب من الناس، ولم يستثن عيسى - عليه السلام - من الذكر والأنثى (٣)، فوضع في كتابه ما يحتج به النصارى علينا من أن عيسى من ذكر، وقد ذكرنا هذا في رد كتاب الرسالة (٤) بما فيه كفاية إن شاء الله.

قال الله عز وجل: {وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} (٥)

قَسَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَسْما، فأعطى ناسا ومنع آخرين، قال سعد (٦): فقلت: ? يا رسول الله أعطيت فلانا ومنعت فلانا وهو مؤمن، قال: لا تقل مؤمن، قل: مسلم? (٧)


(١) أخرجه البخاري [١٥١١ كتاب الأحكام، باب كيف يبايع الناس الإمام] ومسلم [٣/ ١١٤٤ كتاب الجهاد والسير] وفيه اللهم إن الخير .. ،
وعند أحمد (٣/ ١٦٩) من حديث أنس بن ملك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: إن الخير خير الآخرة أو قال: اللهم لا خير إلا خير الآخرة، شك الراوي.
(٢) في الأصل غير واضح والأقرب ما أثبته.
(٣) ينظر: الأم (٧/ ٢٨٩) وأحكام القرآن للشافعي (١/ ٢٤) ونص كلامه رحمه الله من كتاب الأحكام: " فأما العموم منها ففي قوله عز وجل: {إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} فكل نفس خُوطبَ بهذا في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقبله وبعده مخلوقة من ذكر وأنثى ... ، والخاص منها في قوله عز وجل {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} لأن التقوى إنما تكون على من عقلها وكان من أهلها .. "
(٤) يحتمل أن يكون أراد كتابه الرد على الشافعي، وهو مفقود، ينظر قسم الدراسة ص: ٧٢.
(٥) سورة الحجرات (١٤).
(٦) هو: ابن أبي وقاص، تقدم.
(٧) أخرجه النسائي [٨/ ١٨٤ كتاب الإيمان وشرائعه، تأويل قوله عز وجل: قالت الأعراب] والطبراني في الأوسط (٥/ ٢٥٨) بهذا اللفظ.
وهو عند البخاري [٩ كتاب الإيمان، باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة، وكان على الاستسلام أو الخوف] ومسلم [١/ ١٢٠ كتاب الإيمان] بنحوه.

<<  <   >  >>