للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والسعي في اللغة: العمل، وقال مالك: ليس هو السعي على الأقدام بالاشتداد، وإنما هو العمل (١)

فأما قراءة من قرأها: {فامضوا إلى ذكر الله} فإنما (٢) قصدوا إلى المعنى المراد، لا أنهم جعلوا ذلك قراءة، وليس يجوز أن يغير لفظة مما في المصحف برواية، وإنما عبروا عن المعنى (٣)؛ لأن السعي هو العمل، قال الله عز وجل: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} (٤) فالسعي القصد إليها، كما قال الحسن بالنية والعمل.


(١) أخرجه في الموطأ [١/ ١٠٩ كتاب الجمعة، باب ما جاء في السعي يوم الجمعة] به.
(٢) لوحة رقم [٢/ ٢٨١].
(٣) جَزَمَ المؤلف ـ رحمه الله ـ بأن قراءة {فامضوا إلى ذكر الله} هي من قبيل التفسير وبيان المعنى، وليست قرآنا، تبعا لأصله في رد كل قراءة تخالف رسم المصحف، وهذا الجزم يفتقر إلى برهانه، فقد صح سندها عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، ومخالفتها رسم المصحف الإمام لا يجعلنا نقطع بنفي أن تكون من جملة ما نسخ من القرآن، قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (٤/ ٤٢٠) بعد أن ذكر مسألة القراءة بما يخالف رسم المصحف: " وهذا القول ينبني على أصل؛ وهو أن ما لم يثبت كونه من الحروف السبعة، فهل يجب القطع بكونه ليس منها؟ فالذي عليه جمهور العلماء أنه لا يجب القطع بذلك، إذ ليس ذلك مما أوجب علينا أن يكون العلم به في النفي والإثبات قطعيا". ينظر البحث المتعلق بالقراءات القرآنية في قسم الدراسة من هذه الرسالة، ص: ١٨١.
(٤) سورة البقرة (٢٠٥).

<<  <   >  >>