للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قال: لست بكاهن، ولا ساحر، فأعرض عما قالوا (١).

وقال الزهري: فتر عن رسول - صلى الله عليه وسلم - فترة فحزن، فجعل يغدو مرارا إلى رؤوس شواهق الجبال ليتردى منها، فكلما أوفى بِذِرْوة جبل (٢) تبدى له جبريل - عليه السلام - فيقول: إنك نبي الله فيسكن لذلك جأشه، وترجع نفسه، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث عن ذلك قال: ? فبينا أنا أمشي يوما إذ رأيت المَلَك الذي كان يأتيني بحراء، على كرسي بين السماء والأرض، فجثيت منه رعبا، فرجعت إلى خديجة فقلت: زملوني فدثروه، فأنزل الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (٣).


(١) أخرجه الطبري في تفسيره (١٢/ ٢٩٩) به.
(٢) ذروة الجبل: أعلاه. ينظر: معجم مقاييس اللغة، مادة: ذرو.
(٣) أدرج المؤلف في هذا السياق خبرين من طريق الزهري:
أحدهما: ينتهي عند قوله فيسكن لذلك جأشه، وترجع نفسه، وقد أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (٣/ ٣٢٧) عن الزهري مرسلا، ووصله أبو عوانه في مسنده (١/ ١١٠) وابن مندة في الإيمان (٢/ ٦٩٣) عن عروة بن الزبير، عن عائشة - رضي الله عنهم -.
الثاني: من قوله: فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث، إلى نهاية الخبر، وقد أخرجه البخاري [سورة المزمل، باب والرجز فاهجر] ومسلم [١٦١ كتاب الإيمان] عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
وقد ساقه بهذا التفصيل أبو عوانة (١/ ١١٠) وابن مندة في الإيمان (٢/ ٦٩٣) فميز بين رواية الزهري عن عروة عن عائشة، وبين روايته عن أبي سلمة عن جابر - رضي الله عنهم -.

<<  <   >  >>