(٢) أخرجه الطبري في تاريخه (١/ ٥٣٢) به. ... وأخرجه ـ أيضا ـ ابن أبي شيبة [٦/ ٣٢٣ كتاب الفضائل، باب ما أعطى الله تعالى محمدا] والطبري في تفسيره (١٢/ ٦٢٤) لكن من طريق عروة بن الزبير عن أبيه - رضي الله عنهم -. قال ابن حجر في الفتح (٣/ ١٢) " وقد تعقبه ـ أي خبر خديجة ـ ابن المنير ومن تبعه بالإنكار؛ لأن خديجة قوية الإيمان لا يليق نسبة هذا القول إليها، لكن إسناد ذلك قوي، أخرجه إسماعيل القاضي في أحكامه، والطبري في تفسيره، وأبو داود في أعلام النبوة له، كلهم من طريق عبد الله بن شداد بن الهاد، وهو من صغار الصحابة والإسناد إليه صحيح " وهذا الإشكال الذي أورده ابن المنير وغيره ممن رد هذا الخبر، قد أجاب عنه ابن كثير في تفسيره (٤/ ٨٢٦) قال: " ولعل ذكر خديجة ليس محفوظا، أو قالته على وجه التأسف والتحزن، والله أعلم" أ. هـ وهذا التعليل الأخير الذي ذكره وجيه، ويشهد له ظاهر رواية ابن أبي شيبة والطبري الثانية، ولفظها: قال: أبطأ جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فجزع جزعا شديدا، فقالت له خديجة: إني أرى ربك قد قلاك، مما نرى من جزعك، قال فنزلت: {وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} فدل هذا أنها إنما قالت ذلك على سبيل التوجع والتأسف، لِمَا رأته من حال النبي - صلى الله عليه وسلم - لَما احتبس عنه جبريل - عليه السلام -، والله أعلم. (٣) سورة الضحى (١١). (٤) كذا في الأصل، وعند ابن أبي حاتم (١٠/ ٣٤٤٤): الحسن بن علي، وهو كذلك في غالب المصادر كأحكام القرآن لابن العربي (٤/ ٤١٠) وتفسير ابن كثير (٤/ ٨٢٩) والدر المنثور (٨/ ٤٥٤) وفتح القدير للشوكاني (٥/ ٤٦٠).