للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحتجوا بأن الاستثناء لم يقع على كل ما ذكر في القرآن، وأن الدليل على ذلك، أنه لو تاب لم يسقط عنه الحد" (١).

ومن مثال إيراده كلام الشافعي ما ذكره عند قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} (٢) قال: " وقد حكي عن الشافعي أنه قال في المملوك يسأل سيده المكاتبة: أن ذلك لا يجب على السيد، وأنه إذا كاتبه وجب أن يُجْبر السيدُ، على أن يضع عنه مما عقد عليه الكتابة شيئا ما .. " (٣).

وقد وجدت له موضعا واحدا نص فيه على كتاب الربيع ـ وهو أحد أشهر الرواة عن الشافعي ـ قال: " وزعم الشافعي أن حجته على من ذهب إلى ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ? أن الماء لا ينجسه شيء? ؛ ما روي عنه - صلى الله عليه وسلم - أن الكلب إذا ولغ في إناء غسل سبع مرات، وهو يزعم في كتاب الربيع أنه قال في الكلب بالسنة" (٤).

٣. أبو جعفر الطحاوي.

ومن أولئك العلماء الذين أورد قولهم، وحكى مذهبهم: أبو جعفر الطحاوي الحنفي، فقد أورد عند قوله تعالى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} (٥) ما نصه: " وزعم الطحاوي في حكاية ذكرها، أن سهيلا سُئل عن الحديث، فلم يعرفه .. " (٦).

٤. مؤلفاته الأخرى.

ومن المصادر التي اعتمدها القشيري، وأحال عليها في كتابه أحكام القرآن، بعض مؤلفاته الفقهية الأخرى، فنجده في بعض المواضع يشير إليها ويحيل عليها، وربما اكتفى بذلك عن الكلام عن الآية، مثال ذلك ما وقع له في سورة النحل عند قوله تعالى: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} (٧) قال: " ولنا في هذه الآية: وصف ما كان القوم يفعلون، ثم لما وقع التحريم عُلِم بهذه الآية أن الخمر من هاتين الشجرتين، وقد شرحنا ذلك في كتاب الأشربة " (٨).

٥. مؤلفات القاضي إسماعيل.

من مصادره الفقهية ـ أيضا ـ كتب شيخه، صاحب الأصل، القاضي إسماعيل، فمع كونه أحد شيوخه الذي سمع منهم، وأخذ عنهم، فقد كان يحيل على بعض مؤلفاته، وربما اكتفى بذلك عن مناقشه قول المخالف، كما وقع في سورة الحشر، عند قوله تعالى: {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ} (٩) فقد اكتفى بالإحالة على أحد كتب القاضي إسماعيل، ولم يتكلم عن الآية، قال: " هذه الآية قد تكلم فيها القاضي إسماعيل في: كتاب الخمس، بما لا يحتاج إلى زيادة فيه " (١٠).


(١) ينظر من هذه الرسالة: سورة النور الآية (٤).
ومن الأمثلة التي يمكن الرجوع لها للاستزادة ما ذكره المؤلف في الصفحات الآتية: ٣٥٩، ٤٤٦، ٧٠٢.
(٢) سورة النور (٣٣).
(٣) ينظر من هذه الرسالة: سورة النور الآية (٣٣).
ومن الأمثلة التي يمكن الرجوع لها للاستزادة ما ذكره المؤلف في الصفحات الآتية: ٢٣١، ١٩٥، ٤٦٧، ٧٠٤.
(٤) ينظر من هذه الرسالة: ص ٤٨٨.
(٥) سورة الطلاق (٢).
(٦) ينظر من هذه الرسالة: سورة الطلاق الآية (٢).
(٧) سورة النحل (٦٧).
(٨) ينظر من هذه الرسالة: سورة النحل الآية (٦٧).
(٩) سورة الحشر (٦).
(١٠) ينظر من هذه الرسالة: سورة الحشر الآية (٦).

<<  <   >  >>