يؤثر على مادته العلمية في الجملة، حيث وقع غالب الاختصار على حذف الأسانيد، والروايات المكررة، أو اختصارها.
وهذه النتيجة ساعد على الوصول إليها أمران:
الأول: مقارنة كتاب القشيري، بالقطعة المتبقية من الأصل.
الثاني: مقارنة مختصر أبي الفضل القشيري، بالنصوص التي نقلت عن كتاب القاضي إسماعيل، كتلك النصوص التي نقلها الجصاص، أو ابن العربي، أو ابن حجر في فتح الباري.
ثانيا: من النتائج التي أظهرتها هذه الدراسة، أن عمل أبي الفضل القشيري في كتابه أحكام القرآن، لم يقتصر على مجرد الاختصار فقط، بل تضمن زيادات قيمة في المسائل العلمية، مع المناقشة لها، والاختيار منها، حتى أشبه أن يكون هذا المختصر مؤلفا مستقلا.
وقد أشار أبو الفضل القشيري إلى هذه الزيادات التي تضمنها مختصره ولفت النظر إليها، وكذلك فعل بعض من ترجم له من أهل العلم ـ على ما سبق ذكره في قسم الدراسة ـ حيث نبهوا على أنه اختصر الأصل وزاد عليه.
ثالثا: من النتائج التي أظهرها هذا البحث؛ تصحيح سماع أبي الفضل القشيري، من القاضي إسماعيل بن إسحاق، حيث وقع خلاف في ذلك أشار إليه بعض من ترجم لأبي الفضل، وقد صح سماعه من جهتين:
أولهما: أنه أدرك القاضي إسماعيل في وقت يصح سماعه منه.
والثاني: أنه قد صرح بسماعه منه في مواضع من كتابه أحكام القرآن على نحو ما تقدم في هذه الرسالة.