للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثا: ربما كان اختلاف المعنى بين القراءتين، يحمل المؤلف على ذكرهما والإشارة إليهما، وبيان المعنى على كل قراءة، كما في قوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ} (١) وهذه الآية تقرأ بالفتح والكسر، فمن قرأ: {إِنْ وَهَبَتْ} بالفتح فجعله خبرا لامرأة واحدة، ومنهم ـ وهم أكثر القراء ـ قرؤوها بالكسر {إِنْ وَهَبَتْ} يريدون: كل امرأة وهبت، وهذا أحسن، على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقبل موهوبة إلا واحدة وهي من الأزد، وهي ممن أرجأ من نسائه قبل موته - صلى الله عليه وسلم - " (٢).

رابعا: وربما كان الغرض من ذكر القراءة الاستدلال بها للمذهب والرد على المخالف، كما وقع له في سورة الطلاق، في مسألة العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء، عند قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ}.

حيث استدل بقراءة {فطلقوهن لقُبُل عدتهن} على طلاق السنة" (٣).

خامسا: وكان إذا أورد القراءات المتعددة في الآية، ربما رجح واختار، وربما ترك ذلك مكتفيا بالإشارة إلى القراءات، كما في قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} (٤) قال المؤلف: " قرأها أهل الحجاز وأهل العراق: (من الذُل) بالضم، وكسر قوم، وجميعا لغتان في القرآن، قال الله: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} (٥) وقال: {خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} (٦) " (٧).


(١) سورة الأحزاب (٥٠).
(٢) ينظر من هذه الرسالة: سورة الأحزاب الآية رقم (٥٠)، ينظر كذلك: سورة الحج الآية رقم (٣٦).
(٣) ينظر من هذه الرسالة: سورة الطلاق الآية رقم (١).
(٤) سورة الإسراء (٢٣/ ٢٤).
(٥) سورة البقرة (٦١).
(٦) سورة الشورى (٤٥).
(٧) ينظر من هذه الرسالة: سورة الإسراء الآية رقم (٢٣/ ٢٤).

<<  <   >  >>