ومن ناحية الدين كان هناك بجانب الدين الإسلامي الذي هو الأصل ديانات أخرى، كاليهودية والنصرانية والمجوس.
ومن ناحية الطوائف كان هناك: السنة، والشيعة، والخوارج، والمعتزلة.
ومن ناحية الاقتصاد فقد انقسم الشعب إلى ثلاث طبقات: طبقة عليا، وتشتمل على الخلفاء، والوزراء، والقواد، والأمراء، وكبار رجال الدولة، ورؤوس التجار، وكانت هذه الطبقة تغرق في النعيم بشتى أنواعه وأصنافه. طبقة وسطى: وتشتمل على رجال الجيش، وموظفي الدواوين، والقضاة، والتجار، والصناع، ويدخل تحت هذه الطبقة: العلماء، والشعراء، والمغنون، وهذه الطبقة أقل حالاً من الطبقة العليا، لكنها أفضل حالاً بالنسبة للطبقة الدنيا، والتي تمثل طبقة العامة من الزراع، وأصحاب الحرف، والخدم، والرقيق. (١)
وقد صورت لنا كتب التاريخ تلك الحالة التي كان عليها رجال الطبقة العليا، ووصفت وصفاً دقيقاً قصورهم وكيف تم بناؤها، وما فيها من الزينة، ووسائل الراحة، وعدد من كان فيها من الخدم والجواري، وما كان عليه الخلفاء في ذلك الوقت من الترف والنعيم، وكيف كانت مجالسهم تملأ بالشعراء والمغنين، وما انغمسوا فيه من اللهو، وشرب الخمر، والرقص، والغناء.
(١) تاريخ الإسلام د. حسن إبراهيم: ٣/ ٤٢٢، ٤٣٤، العصر العباسي الثاني: ٥٣، ظهر الإسلام: ١/ ١٢١.