للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد دار جدل حول لقيا بكر بن العلاء بالقاضي إسماعيل وسماعه منه، بعد اتفاقهم على أنه أخذ كتب إسماعيل بالإجازة (١)، فقد ذكره أبو إسحاق الشيرازي في أصحاب إسماعيل، وقال أبو عمر الطلمنكي: هو معدود في أصحاب إسماعيل بن إسحاق.

وقال الفرغاني وغيره: إنه لم يدرك إسماعيل، ولا سمع منه.

قال القاضي عياض: وقد حدث بكر عن إسماعيل في كتبه بالإجازة، ولا يبعد سماعه من إسماعيل؛ إذ قد أدركه بالسن كما تراه في وفاته وسِنه. (٢)

قلت: الذي يظهر صحة سماعه منه، إذ قد أدركه بالسن، فقد ولد القاضي بكر - كما سبق - ٢٦٣ هـ، وتوفي القاضي إسماعيل (٢٨٢ هـ) أي أن عمره كان عند وفاة القاضي إسماعيل ما يقارب التاسعة عشرة، وهذا ما أشار إليه القاضي عياض في كلامه المتقدم.

وأمر آخر وهو أن كلاهما من أهل البصرة، حتى وإن انتقل القاضي إسماعيل إلى بغداد فلا يبعد لقياه له وسماعه منه لقرب المكان.


(١) الإجازة أصلها: إجوازة، فتحركت الواو وتوهم انفتاح ما قبلها فانقلبت ألفاً، وحذفت إحدى الألفين إما الزائدة أو الأصلية فصارت إجازة، وترد في كلام العرب: للعبور، والانتقال، والإباحة، واصطلاحاً: إذن في الرواية لفظاً أو كتباً يفيد الإخبار الإجمالي عرفاً. [فتح المغيث: ٢/ ٥٧].
ولها أنواع، انظر خلاف أهل العلم في هذه الأنواع، وفي مسألة هل هي بمنزلة السماع.
[تدريب الراوي: ٢/ ٢٨ - ٤١].
(٢) ترتيب المدارك: ٥/ ٢٧٠، الديباج: ١/ ٣١٣، شجرة النور: ١/ ٧٩.

<<  <   >  >>