(٢) [سورة آل عمران: الآية ٧] (٣) [سورة آل عمران: الآية ٧] (٤) رواه عبد الرزاق في تفسيره: ١/ ١١٦، وأبو داود في المصاحف: ٨٦، وابن جرير في تفسيره: ٣/ ١٨٢، والحاكم في المستدرك: ٢/ ٣١٧ التفسير سورة آل عمران وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. (٥) أي: أن الراسخين في العلم ابتدأ الخبر عنهم أنهم يقولون: آمنا به. روي ذلك عن: عائشة، وعبد الله بن مسعود، وأبي، وأبي نهيك الأسدي، وعمر بن عبد العزيز، ومالك. معاني القرآن للفراء: ١/ ١٩١، تفسير الطبري: ٣/ ١٨٢، ١٨٤، وتفسير ابن أبي حاتم: ٢/ ٥٩٩، وتفسير ابن كثير: ١/ ٣٤٦. = وما ذكره المؤلف هنا أحد القولين في هذه الآية، قال ابن جرير: واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، وهل الراسخون معطوف على اسم الله، بمعنى: إيجاب العلم لهم بتأويل المتشابه، أو هم مستأنف ذكرهم بمعنى الخبر عنهم أنهم يقولون: آمنا بالمتشابه، وصدقنا أن علم ذلك لا يعلمه إلا الله؟
فقال بعضهم معنى ذلك: وما يعلم تأويل ذلك إلا الله وحده منفرداً بعلمه، وأما الراسخون في العلم فإنهم أبتدأ الخبر عنهم بأنهم يقولون: آمنا بالمتشابه والمحكم، وأن جميع ذلك من عند الله. وقال آخرون: بل معنى ذلك: وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم وهم مع علمهم بذلك ورسوخهم في العلم يقولون: آمنا به كل من عند ربنا. ... [جامع البيان: ٣/ ١٨٢، ١٨٣]. فعلى القول الأول يكون الوقف عند قوله: {إِلَّا اللَّهُ} فيكون علم التأويل منفي عن غير الله، ويكون قوله: ... {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} مبتدأ و: {يَقُولُونَ} خبر عنه. وعلى القول الثاني يكون الوقف عند قوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} وروى هذا عن: ابن عباس، والربيع بن أنس، ومحمد بن جعفر بن الزبير، وأكثر المتكلمين. [تفسير ابن كثير: ١/ ٣٤٦ - ٣٤٧، والبحر المحيط: ٣/ ٢٨]. ولعل الراجح -إن شاء الله- هو القول الأول بأن الكلام تم عند قوله: {إِلَّا اللَّهُ} ثم يبتدئ بقوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ}. قال ابن قدامة: ولأن في الآية قرائن تدل على أن الله -سبحانه - منفرد بعلم تأويل المتشابه، وأن الوقف الصحيح عند قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} لفظاً ومعنى. أما اللفظ: فلأنه لو أراد عطف: الراسخين لقال: (ويقولون آمنا به) بالواو. وأما المعنى فلأنه ذم مبتغي التأويل، ولو كان ذلك للراسخين معلوماً لكان مبتغيه ممدوحاً لا مذموماً. [روضة الناظر: ١/ ٢٨٠]. وقال ابن حجر: وقد روى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه كان يقرأ: (وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون في العلم آمنا به) فهذا يدل على أن الواو للاستئناف؛ لأن هذه الرواية وإن لم تثبت بها القراءة لكن أقل درجاتها أن تكون خبراً بإسناد صحيح إلى ترجمان القرآن فيقدم كلامه في ذلك على من دونه. [فتح الباري: ٨/ ٢٦٤].