للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥. ترك ذكر طرق الأحاديث والآثار من المتابعات والشواهد، فقد يكون للحديث أكثر من طريق عن راوي واحد، وهذا ما يعرف بالمتابعات، وقد يكون للحديث شاهد آخر بنفس المعنى، أومن طريق آخر عن راوي آخر، فيكتفي المؤلف كثيراً بذكر طريق واحد ويترك الباقي، ويقول: ولهذا الحديث طرق كثيرة. (١)

وانظر على سبيل المثال قول المؤلف: وقال زر عن علي في قوله: {وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ} (٢) قال: إلا أن يكون مسافراً فلا يجد الماء، فيتيمم ويصلي.

وفي الأصل ذكره من طريقين عن زر عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.

وعند نفس الآية قال المؤلف: روى المطلب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأذن لأحد أن يدخل المسجد وهو جنب، إلا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -؛ لأن بيته كان في المسجد.

وفي الأصل ذكر شاهداً له فقال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال حدثنا هشيم قال أخبرنا العوام بن حوشب قال حدثنا شيخ منذ أربعين سنة: أن علياً كان يمر في المسجد وهو جنب مجتازاً.

ومع ذلك فقد حفظ المؤلف غالب المادة العلمية للأصل، ولم يكن مجرد مختصر، بل كان اختصاره عن علم وحسن انتقاء، وله نظر في ذلك وترجيح، وزيادات، واستدراكات على صاحب الأصل، يقول القاضي بكر: وربما اختصرته وزدت فيه، وتكلمت بما حضرني مما ظننت أن إسماعيل لكثرة شغله أغفله، أو لزيادة زيدت علينا بعده، فاحتجت إلى الانفصال منها، مما رجوت أن يكون تقوية للمذهب، وتصحيحاً لما ذهب إليه فيه، إلا ما قلت فيه حدثنا فذلك من سائر الحديث ليس مخرجه إسماعيل. (٣)


(١) انظر من هذه الرسالة ص: ١٨٤، ١٩٤، ٢٠٤، ٣٧١، ٤٢٣، ٤٩٨، ٦٧٨.
(٢) [سورة النساء: الآية ٤٣] انظر من هذه الرسالة ص: ٥٣٩، ٥٤٠.
(٣) لوحة: ٣٢٥/أ. .

<<  <   >  >>