[غاية النهاية في طبقات القراء: ١/ ٦١٣، بغية الوعاة: ٣٧٠]. (٢) فيما ذكر المؤلف نظر، فقد أغلظ القول على إمام جليل، وأخطأ عليه حيث جعل كلامه مخالفاً لكلام المفسرين، فقد روى عبد الرزاق في تفسيره: ١/ ١٧٢، وابن جرير في تفسيره: ٥/ ٢٦١، وابن المنذر في ... الأوسط: ٢/ ٣٨٦، وابن أبي حاتم في تفسيره: ٤/ ١٠٥٧ عن عبد الله بن مسسعود في تفسير هذه الآية أنه قال: إن للصلاة وقت كوقت الحج، وعن زيد بن أسلم قال: منجماً كلما مضى نجم جاء نجم آخر، كلما مضى وقت جاء وقت آخر. هذا فيما قيل في تفسير الآية مما لم يذكره المؤلف ويوافق قول الشافعي.
وأما ما ذكره أهل اللغة، فقد قال الخليل بن أحمد: الوقت مقدار من الزمان، وكل ما قَدَّرت له غاية أو حيناً فهو موقت، وتقول: وقتٌ موقتٌ، وقال أبو عبيدة: موقوتاً أي: موقتاً وقته الله عليهم، وقال الزجاج: أي مفروضاً مؤقتاً فرضه، وقال النحاس: والمعنى عند أهل اللغة: مفروض لوقت بعينه، يقال: وقته فهو موقوت، ووقته فهو موقت، وهذا قول زيد بن أسلم بعينه، وقال الأزهري: يقال: وقتٌ موقوت وموقت، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} أي: كتب عليهم في أوقات مؤقتة، وقال ابن عطية: معناه منجماً في أوقات، وقال ابن منظور: ووقتٌ موقوت وموقت: محدود، وفي التزيل العزيز: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} أي: مؤقتاً مقدراً. [العين: ٥/ ١٩٩، مجاز القرآن: ١/ ١٣٩، معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٩٩، معاني القر آن للنحاس: ٢/ ١٨٣، تهذيب اللغة: ٩/ ٢٥٦، المحرر الوجيز: ٤/ ٢٤٤، لسان العرب: ٢/ ١٠٧].