للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إنه خارج خلة (١) بين الشام والعراق، فعاث يمينًا وعاث شمالًا، يا عباد اللَّه فاثبتوا، قالوا: يا رسول اللَّه ما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يومًا، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، قالوا: يا رسول اللَّه! فذلك اليوم كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا. اقدروا له، قالوا: وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم (٢) أطول ما كانت ذرًا (٣) وأسبغه ضروعا (٤) وأمده خواصر (٥) ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل (٦) ثم يدعو رجلًا ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين (٧) رمية الغرض (٨) ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه ويضحك؛ فبينما هو كذلك إذ بعث اللَّه المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين (٩) واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، إذ طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله، ثم يأتي عيسى قوم قد عصمهم اللَّه منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة؛ فبينما هم كذلك إذ أوحى اللَّه إلى عيسى: إني أخرجت عبادًا لا يدان (١٠) لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث اللَّه يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء! ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر -وهو جبل بيت


(١) الطريق النافذ في الرمل المتراكم.
(٢) أي ماشيتهم.
(٣) الأعالي والأسمنة.
(٤) أي أطوله لكثرة اللبن.
(٥) لكثرة امتدادها من الشبع.
(٦) كما يتبع النحل الملكة.
(٧) أي قطعتين.
(٨) أي يجعل بين القطعتين مقدار ذلك.
(٩) أي لابس ثوبين مصبوغين.
(١٠) لا قدرة ولا طاقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>