للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فثلطت (١) وبالت ثم رتعت، وإن هذا المال خضرة حلوة، ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطاه المسكين واليتيم وابن السبيل، فمن أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع، ويكون عليه شهيدًا يوم القيامة (٢).

(صحيح) (حم ق ن هـ) عن أبي سعيد. (المشكاة ٥١٦٢)

١٩٤٠ - إنما أنا خازن، وإنما يعطي اللَّه، فمن أعطيته عطاء عن طيب نفس مني فيبارك له فيه، ومن أعطيته عطاء عن شره نفس وشدة مسألة فهو كالآكل يأكل ولا يشبع.

(صحيح) (حم م) عن معاوية. (الصحيحة ٩٧١)

١٩٤١ - إنه ليغضب علي أن لا أجد ما أعطيه، من سأل منكم وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافًا (٣).

(صحيح) (ن) عن رجل من بني أسد. (الصحيحة ١٧١٩)

١٩٤٢ - ألا أخبركم بخير الناس منزلة؟ رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل اللَّه


(١) أي: ألقت الرجيع.
(٢) قال الأزهري: هذا الخبر إذا تدبر لم يكد يفهم وفيه مثلان فضرب أحدهما للمفرط في جمع الدنيا ومنعها من حقها وضرب الآخر للمقتصد في أخذها والانتفاع بها فإن قوله وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا فهو مثل للمفرط الذي يأخذها بغير حق وذلك أن الربيع ينبت أجرار البقول والعشب فتستكثر منها الماشية حتى تنتفخ بطونها لما جاوزت حد الاحتمال فتنشق أمعاؤها وتهلك كذلك الذي يجمع الدنيا من غير حلها ويمنع ذا الحق حقه يهلك في الآخرة بدخوله النار وأما مثل المقتصد فقوله -صلى الله عليه وسلم- إلا أكلة الخضر إلى آخره وذلك أن آكلة الخضر ليست من أجرار البقول التي ينبتها الربيع لكنها من الجنبة التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول فضرب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- آكلة الخضر من المواشي مثلا لمن يقتصد في أخذه الدنيا وجمعها ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها فهو ينجو من وبالها كما نجت آكلة الخضرة ألا تراه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال فإنها إذا أصابت من الخضر استقبلت عين الشمس ثلطت وبالت أراد أنها إذا شبعت منها بركت مستقبلة الشمس لتستمرئ بذلك ما أكلت وتجتر وتثلط واذا ثلطته فقد زال عنها الحبط وإنما تحبط الماشية لأنها لا تثلط ولا تبول.
(٣) أي: إلحاحًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>