ثم إن الحديث الأول أثبت أن الإمام يقول [سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا ولك الحمد] وهذا حجة على من يَقْصُر قول الإمام على [سمع الله لمن حمده] فحسب، فهذا الحديث جاء بلفظ عام، فهو يصلح دليلاً للإمام ودليلاً للمنفرد، يعززه ما رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن «أن أبا هريرة كان يكبِّر في كل صلاة من المكتوبة وغيرها في رمضان وغيره، فيكبِّر حين يقوم، ثم يكبِّر حين يركع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، ثم يقول: ربنا ولك الحمد، قبل أن يسجد ... ثم يقول حين ينصرف: والذي نفسي بيده إني لأقربكم شَبَهاً بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إنْ كانت هذه لصلاتُه حتى فارق الدنيا» رواه البخاري. فقوله «في كل صلاة من المكتوبة وغيرها» يفيد أنها تشمل الإمام والمنفرد لأن غير المكتوبة تُؤدَّى انفرادياً. وقوله «إنْ كانت هذه لصلاتُه حتى فارق الدنيا» يفيد أن هذه الأفعال التي أداها أبو هريرة هي الأفعال نفسها التي أدَّاها الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وإذن فالإمام والمنفرد كلاهما يقول [سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا ولك الحمد] .