أما الذِّكْر في حالة الرفع فيُسنُّ للإمام وللمنفرد أن يقولا عند الرفع من الركوع [سمع الله لمن حمده] ولا يُسنُّ ذلك للمأموم، ويسن للثلاثة أن يقولوا عقب ذلك [اللهم ربَّنا ولك الحمد] أو [اللهم ربَّنا لك الحمد] أو [ربنا ولك الحمد] أو [ربنا لك الحمد] أية صيغة من هذه الصيغ يقولونها تجزئهم، فهي قد وردت كلها في أحاديث صحيحة وحسنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قال: سمع الله لمن حمده، قال: اللهم ربنا ولك الحمد ... » رواه البخاري. فهنا قال [اللهم ربنا ولك الحمد] وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه مَن وافق قولُه قولَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذنبه» رواه البخاري. فهنا قال [اللهم ربنا لك الحمد] . وروى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «كان إذا كبَّر استفتح ثم قال ... وإذا رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ... » رواه أحمد. فهنا قال [ربنا ولك الحمد] وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا لك الحمد» رواه ابن حِبَّان. فهنا قال [ربنا لك الحمد] .
هذه هي الأدلة الأربعة على الصيغ الأربع. وحيث أن الصيغة الأولى [اللهم ربنا ولك الحمد] تشمل ما نقصت عنه الصيغ الثلاث الأخرى فهي تعتبر أفضلها، فالعبادة ثوابٌ، والثواب على كل لفظ وكل حرف، وهنا عبادةٌ بحروف أكثر فهي الأَولى والأفضل.