ف - عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدُكم ذراعيه انبساط الكلب» رواه البخاري ومسلم. ورواه أبو داود وابن حِبَّان بلفظ «اعتدلوا في السجود، ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراشَ الكلب» .
هذه هي هيئة السجود الواجبة ومندوباتها، ومنها أن يجافي المسلم يديه عن جنبيه، ويرفع مرفقيه وساعديه عن الأرض، إلا أنه إن سجد سجوداً طويلاً فثقُل عليه الوضع وأصابه الإعياء والمشقة رُخِّص له في وضع مرفقيه على ركبتيه لما رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال «شكا أصحابُ النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه مشقَّةَ السجود عليهم إذا تفرَّجوا، قال: استعينوا بالرُّكَب» رواه أحمد. ورواه ابن حِبَّان والترمذي وأبو داود باختلاف في الألفاظ. قوله إذا تَفَرَّجوا: أي إذا تعبوا. والاستعانة بالركب تكون بأن يضع المصلِّي مرفقيه على ركبتيه إذا طال السجود وتعب منه.
والطمأنينة في السجود فرض لا بد منه وأقلها أن تسكنَ حركةُ الساجد وهو في حالة السجود لما روى أبو هريرة رضي الله عنه - وذكر حديث المسئ صلاته وجاء فيه - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال للمسئ صلاته « ... ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجداً ... » رواه البخاري وأحمد. ولما روى رفاعة في الحديث الطويل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للرجل الذي صلى وأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - بإعادة الصلاة «ثم إذا أنت سجدت فأَثْبِتْ وجهك ويديك حتى يطمئن كلُّ عظم منك إلى موضعه» رواه ابن خُزَيمة.