للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: {سَمِعْنَا}؛ أي: عقَلنا وفهِمنا؛ كما في قوله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأنفال: ٢١].

وقيل: {سَمِعْنَا}؛ أي: قبِلنا، وهو كقولهم: سَمِعَ اللَّهُ لمَن حَمِدَه.

وقوله تعالى: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا}: أي: يقولون: اغفر لنا، كما قال تعالى: {فَضَرْبَ الرِّقَابِ} [محمد: ٤]؛ أي: فاضربوا.

أو: يقولون: نسألك غفرانك، وهو أولى؛ لئلا يتكرَّر الدعاء بقوله في آخر السورة: {وَاغْفِرْ لَنَا} ويَصلح الجمع بينهما: نسألك غفرانك فاغفر لنا.

وقوله تعالى: {وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}: أي: المرجعُ في التوفيق في الدنيا والثوابِ في الآخرة (١)، وفيه إقرارٌ (٢) بالبعث والجزاء، وفيه دليلٌ على بطلان الاستثناء، وعلى تحقيق اسم الإيمان بوجوده.

* * *

(٢٨٦) - {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.

وقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}: حمَلها المتكلِّفون لمراعاةِ النظم على قول المؤمنين ذلك؛ أي: هم قالوا: إن اللَّه لا


(١) في (أ): "العقبى".
(٢) في (أ): "الإقرار".