للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إعوازِ الماء، كذلك النُّزولُ إلى ساحاتِ التَّفرقةِ عن (١) ارتقاءِ ذروةِ الجمع، بقدر ما يحصل من الضَّعف: بدلٌ لأهل الحقائقِ في الشَّرع.

ثمَّ التَّيمُّمُ الذي هو بدلُ الماءِ أعمُّ وجودًا مِن الماء، وأقلُّ استعمالًا، فكلُّ مَن كان أقربَ كانت المطالباتُ عليه أصعبَ.

ثمَّ في التَّيمُّم سقطَ استعمالُه في الرَّأسِ والقدم؛ صيانةً لك عن الهوانِ، وذلك لعزِّ الإيمانِ مع الإفلاس عن (٢) الإحسان، ولئِن كان الإفلاسُ يُوجِبُ التَّذلُّل، فعرفانهُ بجلال سيِّدِه يوجبُ التَّعزُّزَ (٣).

* * *

(٤٤) - {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}.

وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} قال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: {أَلَمْ تَرَ} كلمةُ تعجيبٍ (٤)؛ عن أمرٍ قد بلغَهُ، فيَخرجُ مخرجَ التَّذكير، أو لم يبلغه، فيَخرُجُ مخرجَ التَّعليم (٥)، وقد مرَّ تفسيرُه وإيضاحُه مرَّاتٍ، يقول: ألم تَنْتَهِ (٦) رؤيةُ قلبك يا محمَّد إلى اليهود الذين أُعطوا حظًّا مِن التَّوراة، وهم الذين مرَّ ذكرُهم: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ}؟


(١) في (ر) و (ف): "عند"، والمثبت من (أ)، وهو موافق لما في "لطائف الإشارات" (١/ ٣٣٦).
(٢) في (ف): "إلى".
(٣) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (١/ ٣٣٦).
(٤) في (ف): "تعجب".
(٥) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٣/ ١٩٧).
(٦) في (أ): "تنته".