للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}؛ أي: واحذروا مخالفةَ أمرِ اللَّه في هذا كلِّه وفي غيره، إنَّ اللَّه محاسبُكم على أفعالِكم، ومجازيكم (١) عليها، ولا يلحقُه فيه لبثٌ لتذكُّرٍ ولا قطعٌ بشغْلٍ.

وقال أبو رافع (٢): استأذن جبريلُ على النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأذن له، فلم يَدخل، فأخذَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رداءَه وخرجَ، فرآه (٣) فقال: "أذنَّا لك (٤) "، فقال: أجل، ولكنَّا معشرَ الملائكة لا ندخلُ بيتًا فيه كلبٌ أو صورةٌ، فالتمَسوا، فوجدوا جروًا قد دخل بيتهم، فلمَّا أصبحنا أمَرني رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بقتلِ الكلاب، فقتلتُ كلابَ المدينة، فقالوا: يا رسولَ اللَّه، ماذا يحلُّ لنا مِن هذه الأُمَّة التي نقتلُها؟ فسكتَ النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأنزل اللَّهُ تعالى هذه الآية (٥).

فأذِنَ لهم النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- باقتناءِ الكلاب التي يُنتفَع بها، وأمرَ بقتلِ الكلبِ العَقور، وقال: "أيُّما قومٍ اتَّخذوا كلبًا، ليس بكلب حرثٍ أو صيدٍ أو ماشية؛ فإنَّه يَنقصُ مِن أجورِهم كلَّ يومٍ قيراط" (٦). وفي رواية: "قيراطان" (٧).


(١) في (ف): "يحاسبكم. . . ويجازيكم".
(٢) في (ف): "أبو بكر بن رافع" بدل: "أبو رافع".
(٣) لفظ: "فرآه" ليس في (ف).
(٤) في (ر): "آذناك".
(٥) رواه ابن أبي شيبة (١٩٩١٩) مختصرًا، والطبري في "تفسيره" (٨/ ١٠٠ - ١٠١)، والطبراني في "الكبير" (٩٧٢) من طريق موسى بن عبيدة عن أبان بن صالح عن القعقاع بن حكيم عن سلمى أم رافع عن أبي رافع به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٤/ ٤٢ - ٤٣): فيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف. اهـ. ولم يتفرد به موسى بن عبيدة، بل تابعه محمد بن إسحاق، فرواه من طريقه الحاكم في "المستدرك" (٣٢١٢)، والبيهقي في "الكبرى" (١٨٨٦٦) دون ذكر قصة جبريل عليه السلام.
(٦) رواه النسائي في "المجتبى" (٤٢٨٠) من حديث عبد اللَّه بن مغفل رضي اللَّه عنه، ورواه مسلم في "صحيحه" (١٥٧٥): (٥٨) من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه بألفاظ قريبة.
(٧) رواها ابن ماجه في "سننه" (٣٢٠٥) من حديث ابن مغفل، ورواها مسلم في "صحيحه" (١٥٧٥) =