للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: إنَّ الآيةَ نزلت في يهود المدينة، كعبِ بن الأشرف، وكعبِ بن أسد، وسعيد بن عمرو، ووهب بن يهوذا، وزيد بن التَّابوت، وبحريِّ (١) بن عمرو، وسائر رؤساء اليهود، ومن نصارى نجران السيَّدُ والعاقِبُ ومَن معهما، خاصموا أصحابَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الدِّين، فعيَّرهم أصحابُ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالكفرِ، وبغضبِ اللَّه عليهم، فقالت اليهود: إنَّما غضبَ (٢) اللَّهُ علينا كما يغضبُ (٣) الرَّجلُ على ولدِه، ثمَّ يَرضى عنه، وإنَّا أبناءُ اللَّه وأحباؤه.

وهم معترفون أنَّهم يُعذَّبون في النَّارِ أربعينَ يومًا، عدَّةَ الأيَّام التي عَبدوا فيها العجلَ، فردَّ اللَّهُ عليهم بهذه الآية.

وقوله تعالى: {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ}؛ أي: بالنَّارِ، ولا يُعذِّبُ والدٌ ولدَهُ بالنَّار.

وقال الإمامُ أبو منصور رحمه اللَّه: أي: لم جعلَ منكم القردةَ والخنازيرَ، والوالِدُ لا يَفعلُ ذلك بولده (٤).

وقال سعيدُ بنُ المسيَّب: أرادوا بقولهم: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} أنَّ منَّا عُزَيرًا، وهو ابنُ اللَّه على زعمهم، ومنَّا المسيح، وهو كذلك عندَهم (٥)، وهو كقولِ الواحد من القوم: نحنُ الكُتَّاب، ونحن (٦) الفوارس، يعني بذلك: أنَّ منَّا كذا.


(١) في النسخ الخطية: "وجدي" وهو تحريف.
(٢) في (ف): "يغضب".
(٣) في (ر) و (ف): "كغضب "بدل: "كما يغضب".
(٤) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٣/ ٤٨٧ - ٤٨٨).
(٥) انظر: "التفسير البسيط" للواحدي (٧/ ٣١٦).
(٦) في (ف): "ومنا".