للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: قولُه تعالى: {اهْدِنَا}؛ أي: ثبِّتنا على طريق الذين أنعمتَ عليهم بتوفيقِهم لحمدك (١)، ورؤيتِهم استحقاقَ الحمدِ لك دون غيرِك، لا على طريق {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} الذين استَجازوا (٢) حمدَ غيرك، {وَلَا الضَّالِّينَ} الذين إذا حَمِدوك شاهدوا فعلَهم في حمدك (٣)، وغفلوا عن رؤية منَّتك في توفيقِهم لحمدك (٤).

وقيل: أي: ثبِّتنا على طريق الذين أنعمتَ عليهم فقلتَ: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: ٥٤]، واعصِمْنا عن طريقِ المغضوب عليهم والضالِّين الذين قالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: ١٨]، فاجعَلْنا من أحبَّائك (٥) الذين صحَّ لهم المعنى، ولا تجعَلْنا من أعدائك الذين قطَعَهم عنك كاذبُ الدَّعوى.

وقيل: أي: ثبِّتْنا على طريقِ الذين أنعمتَ عليهم فرضِيْتَ عنهم إذا رضُوا عنك بما كان عليهم منك، ولا تجعَلْنا من الذين (٦) غضبْتَ عليهم إذا سَخِطوا عنك بما أصابهم من مكروهٍ سَبق به القضاءُ منك، ولا من الذين ضلُّوا عن الطريق، بأنْ قصَدوا في سلوكِ الطريقِ عينَ الطريق، وإنما أُمروا بسلوك الطريقِ للوصول (٧) إلى مَن أمَرهم بسلوك هذا الطريق، فإذا نازَلوا الطريق فقد انقطَعوا عن الوصول، وحُجبوا عن الدخول، وليس كلُّ مَن وصَل دخل (٨)، ولا كلُّ مَن دخَل قرُب، ولا


(١) في (أ): "بحمدك".
(٢) في (ف): "استخاروا".
(٣) في (أ) و (ر): "بحمدك".
(٤) "لحمدك": سقط من (أ).
(٥) في (ر): "أحبابك".
(٦) في (أ) و (ف): "ممن".
(٧) في (ر): "الموصل".
(٨) في (ر) و (ف): "حصل".