للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ففَعل ذلك، وخرجنَ، وأعطاهنَّ، ثم جعلهنَّ في بعض مدائنه، ثم أَمر بخروجهنَّ، فمَن كان (١) ولدها ذكرًا ذبحه والأم تنظر إليه لا تملك له شيئًا إلا البكاء، فذبح يومئذ تسعين (٢) ألف ولد، فذلك قولُه تعالى: {يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ} الآية [الأعراف: ١٤١].

* * *

(١٤٢) - {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}.

وقوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً}: أي: لإتيان الطور وإنزالِ الكتاب {وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ}؛ أي: زدناها عليها {فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}؛ أي: الميقاتُ الذي وقَّته له ربُّه، أُضيف إلى اللَّه لتوقيته إياه؛ كما في قوله جل وعلا: {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ} [نوح: ٤]؛ لأنه ثبت بتأجيله أربعين ليلةً، وهذا التكريرُ مع استفادةِ علمه بالأول لإزالةِ الاشتباه: أن الإتمام بالعشر لم يكن من الثلاثين، فإنه قد يُتوهم ذلك.

وقال في سورة البقرة: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [البقرة: ٥١]، وذلك يدلُّ على أن المواعَدة كانت بالأربعين جملةً، وهذا يشير إلى أنه كان بالثلاثين ثم زِيد بالعشر.

والتوفيقُ بينهما على قول ابن عباس وسعيد بن المسيِّب وأبي رَوق: أن المواعَدة (٣) كانت بالثلاثين ثم زيدت العشرةُ (٤)؛ لِمَا قالوا: إنه أمره بصوم (٥) ثلاثين يومًا ثم يأتي الطُّورَ، فلما تم ثلاثون تسوَّك ليزيلَ الخلوف، فأوحى اللَّه تعالى إليه: يا


(١) في (ف): "ومن كانت".
(٢) في (ف): "في سبعين".
(٣) في (ف): "الموعده" في الموضعين.
(٤) في (ف): "زيد العشر" بدل "زيدت العشرة".
(٥) في (أ) و (ف): "إنه أمر بأن يصوم".