للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

موسى، أمَا علمت أن خُلوفَ فم الصائم أطيبُ من ريحِ المسك، فلذلك زِيد عشرٌ ليصوم فيها فيأتيَ فيه (١) الخلوف (٢).

وما ذكر في سورة البقرة من مواعدة الأربعين فهو بيانُ الحاصل وجمعٌ بين العددين.

وقال الكلبيُّ وجماعةٌ: كانت المواعَدة بالأربعين جملةً، وإنما ذكر عددين لأنه ذو القعدة وعشرُ ذي الحِجة، فالثلاثون عددُ الشهر والزيادةُ عددُ ما اتَّصل به، قال ذلك مجاهد وابن جريج ومسروق (٣).

وقال أبو العالية: إن موسى عليه السلام وعد بني إسرائيل وهم بمصر أنه إذا أهلك اللَّه تعالى عدوَّهم واستنقذهم من أيديهم أتاهم بكتابٍ يبيِّن لهم فيه ما يأتون وما يذَرون، فلما فَعل اللَّه تعالى ذلك بهم سأل موسى ربَّه الكتاب، فأمره اللَّه تعالى أن يصوم ثلاثين يومًا -وهو ذو القعدة- ليكلِّمه، فلما انسلخ ذو القعدة (٤) أكلَ من لحاء الشجر، فأمره اللَّه بصيام عشرة أيام من ذي الحجة ليكلِّمه بخُلوف فمه، ففَعل ذلك (٥).

ولمَّا أراد الانطلاق إلى الجبل أمره اللَّه تعالى أن يختار سبعين رجلًا من قومه من ذوي الحِجَى ليشهدوا له على ما يشاهدونه من كرامة اللَّه تعالى إياه، ففعل ذلك (٦) واستخلف هارون أخاه على قومه، وذلك (٧) قوله تعالى:


(١) في (ف): "وبه".
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٥/ ١٥٥٦) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
(٣) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (١٠/ ٤١٤ - ٤١٥)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٥/ ١٥٥٦).
(٤) في (ف): "الشهر".
(٥) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ٢٧٤ - ٢٧٥)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٢٧٥).
(٦) "ذلك": زيادة من (ف).
(٧) في (أ) و (ف): "وهو".