للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

صدقٌ وعقابَه (١) شديد، وإنما أنا وأنتم باللَّهِ الحيِّ القيوم، إليه ألجأْنا ظهورَنا، وبه اعتصَمْنا، وعليه توكَّلنا، وإليه المصير، يغفر اللَّه لي وللمسلمين".

ورأى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قريشًا تصوِّب (٢) في الوادي، وكان أولُ مَن طلَع زَمْعةَ بنَ الأسود على فرسٍ له يتبعُه ابنُه، فاستجال بفرسه يريد أن يتبوَّأ للقوم منزلًا، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللهمَّ إنك أنزلتَ عليَّ الكتاب، وأمرتَني بالقتال، ووعدتَني إحدى الطائفتين، وأنت لا تُخلِف الميعاد، اللهمَّ وهذه قريش قد أقبلت بخُيَلائها وفخرها تجادِلُ وتكذِّب رسولَك، اللهم نصرَك الذي وعدْتَني، اللهم أَحِنْهم الغداة".

ولمَّا نزل القوم أرسل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عمر بن الخطاب إلى قريش فقال ارجعوا فإنه أن (٣) يليَ هذا مني غيرُكم أحبُّ إليَّ مِن أن تَلُوه أنتم، وأَلِيَه من غيرِكم أحبُّ إليَّ من أن أليَه منكم، فقال حكيم بن حزام: قد عَرَض نَصَفًا فاقبلوه، واللَّه لا تُنْصَرونَ عليه بعدما عرَض من النَّصَف، فقال أبو جهل لعنه اللَّه: واللَّه لا نرجع بعد أنْ أَمْكَنَ اللَّه منهم، ولا (٤) نطلبُ أثرأً بعد عينٍ، ولا يتعرَّض لعِيرنا بعد هذا أبدًا.

فلمَّا تزاحَفَ الناس قال الأسوَدُ بن عبد الأسد المخزوميُّ (٥): أعاهد اللَّه لأشربنَّ من حوضهم أو لأهدمنَّه أو لأموتنَّ دونه، فشد حتى دنا من الحوض، فاستقبله حمزة ابن عبد المطَّلب فضربه فقطع قدمه، فزحف الأسود حتى وقع في الحوض وهدمه برجله الصحيحة وشرب منه، واتَّبعه حمزة فضربه في الحوض حتى قتله.


(١) في (ف): "وعذابه".
(٢) في (ف): "تضرب".
(٣) "أن": من (ف).
(٤) في (ف): "واللَّه لا".
(٥) "المخزومي": ليست في (أ) و (ف).