للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

العباس: وما يدريك؟ قال: "أخبرني به ربي" فقال له العباس: فأنا أشهد أنك صادق، وأشهد (١) أنْ لا إله إلا اللَّه وأنك عبده ورسوله، ولم يَطَّلع عليه أحد إلا اللَّه (٢).

* * *

(٧٢) - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.

وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}: لمَّا ذمَّ الخائنين الناقضِين العهدَ مدح بعدهم المهاجرين والأنصار الموفِينَ بالعهد فقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا} مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من مكة إلى المدينة {وَجَاهَدُوا} بعد ذلك الكفارَ {بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} مخلِصين طالبين رضا اللَّهِ، {و} أهلَ المدينة {الَّذِينَ آوَوْا} رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابَه ونصروهم على أعداء اللَّه (٣)، فهم طبقةٌ واحدةٌ يجب على كلِّ واحد من الصنفين موالاةُ الآخر ومواتاتُه ومواساته ومؤاخاته، وكذا فعل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين قدم المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار، فجعل لكلِّ مهاجريٍّ أخًا أنصاريًّا، فجَرَوا على ذلك حتى شاطروا المهاجرين أموالَهم ودُورهم، وكان يكون لرجل من الأنصار داران فيعرضُهما على أخيه من المهاجرين على أن ينزل له عن أيَّتهما شاء.

وابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي وعبد الرحمن بن زيد وجماعة (٤) حملوا


(١) "أشهد" زيادة من (ف).
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ١٢٧)، و"تفسير الثعلبي" (٤/ ٣٧٤)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٣٧٨).
(٣) في (ف) و (أ): "على أعدائهم".
(٤) "وجماعة" ليس من (ف).