وقوله تعالى:{أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ}: ما ذكروه من محاسنهم بطَل ثوابُها لشركهم.
وقوله تعالى:{وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ}: لكفرهم، أخبر اللَّه تعالى أنهم ليسوا بأهلٍ لعمارتها، ولا في قيامهم ما يوحما الكفَّ عن قتلهم، لأنهم مشركون حبِطت أعمالهم واستحقُّوا الخلود في النار.
وقوله تعالى:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}: أي: إنما يستحقُّ القيام بعمارتها مَن كان بهذه الصفة، فهو يعظِّم البيت حقَّ تعظيمه.
وقوله:{وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}؛ أي: لم يعمل ذلك كلَّه إلا لخشية اللَّه.
وقيل: أي: لم يخشَ إلا اللَّه فلم يتخلَّفْ عن قتال المشركين لخشيتهم، وهو إشارةٌ (١) إلى ما قال: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ}[التوبة: ١٣]، وقال:{فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ}[آل عمران: ١٧٥].
وقوله:{فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} و (عسى) من اللَّه إطماعٌ، وإطماع الكريم إيجابٌ؛ أي: المستكمِلون هذه الخصالَ ثابتون على الهداية خارجون عن الضلالة.
وروى أبو سعيد الخُدري رضي اللَّه عنه عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا رأيتم الرجل يعتادُ
(١) في (أ): "بخشيتهم وهو إشارتهم"، وفي (ر): "لخشيهم وهو إشارة".