للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

صاحب سقاية الحاجِّ وعمار المسجد الحرام كمَن آمن باللَّه واليوم الآخر، أو: أجعلتُم سقايةَ الحجَّاج وعمارةَ المسجد الحرام كإيمانِ مَن آمن باللَّه واليوم الآخر وجهادِ مَن جاهد في سبيل اللَّه؛ لأن الصحيح مقابلة الفعل بالفعل أو الفاعل بالفاعل، ويصير كذلك بهذا الإضمار، وله طريقٌ آخرُ: أن يُجعل السِّقاية والعمارة وهما مصدران كالنعتين، وتقديره: أجعلتُم ساقي الحاجِّ وعامرَ المسجد الحرام كمَن آمن، وهو كالعدل يراد به العادل، وتحقيق هذا قراءةُ عبد اللَّه بن الزبير وأبي وجزةَ السعدي: (أجعلتُم سُقاةَ الحاج وعَمَرة المسجد الحرام) (١).

وقوله تعالى: {لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ}: أي: في الدرجة.

{لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}: قال مقاتل أي: المشركين إلى الحجة (٢).

وقيل: إلى الجنة.

وقيل: إلى الإسلام مع اختيارهم الكفرَ.

روي أن عليًا والعباس وشيبةَ بن عثمان -وقيل: طلحة بن شيبة- تفاخروا، فقال العباس: أنا أسقي الحجيج، وقال شيبة: أنا أَعْمُرُ مسجد (٣) اللَّه، وقال علي: ما أدري ما تقولان! لقد صلَّيت إلى القبلة ستةَ أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فنزلت الآية (٤)، وعرَفوا أن سقي الحجيج وعمارةَ البيت لا يَعدلان الإيمان والجهاد، وكان العباس وشيبةُ غيرَ مسلمَين يومئذ.


(١) انظر: "المحتسب" (١/ ٢٨٦). وهي رواية ابن وردان عن أبي جعفر من العشرة. انظر: "النشر" (٢/ ٢٧٨). واسم أبي وجزة: يزيد بن عبيد السعدي المدني الشاعر، من رجال "التهذيب".
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ١٦٣).
(٣) في (أ): "مساجد".
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (١١/ ٣٨٠).