للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال عروة: هو وادٍ إلى جنب ذي المجاز (١).

يقول: لقد نصركم اللَّه في مواطنَ كثيرةٍ مثلَ بدرٍ والأحزاب، وأعلاكم على عدوِّكم مع ضعفِكم وقلةِ عددكم في مقامات كثيرة من بين غزوةٍ وسرية، ويومَ حنين (٢)، فليَهُنْ عليكم أمرُ الآباء والأبناء والإخوان والعشيرةِ والأموال، وأسباب المنَعة (٣) الدنيوية، ولا تظنُّوا النصر بها، فانقطِعوا إلى اللَّه بالكلية واطلبوا من عنده النصرَ والمعونة.

وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ} حين كان فزعُكم إلى اللَّه {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ} بعدما ولَّيْتُم فزعتُم إلى اللَّه أيضًا، فنصركم أيضًا (٤).

وقوله تعالى: {إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ}: أي: أعجبكم كثرة عَددكم ووفورُ عُددكم {فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ} الكثرة (٥) {شَيْئًا}؛ أي: لم تنفعكم الكثرة شيئًا.

{وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ}: (ما) مع الفعل مصدر، وتقديره: برُحْبها؛ أي: مع رُحْبها (٦)؛ أي: سَعَتها؛ لطلب العدو إياكم، قال الشاعر:

كأنَّ بلادَ اللَّه وهي عريضةٌ... على الخائف المطلوب كُفَّةُ حابل (٧)


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١١/ ٣٨٦)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٧٧٣).
(٢) بعدها في (ر): "إذًا".
(٣) في (ر) و (ف): "المتعة".
(٤) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٥/ ٣٢٣ - ٣٢٤).
(٥) "الكثرة" ليست في (أ) و (ف).
(٦) في (أ): "رحبتها".
(٧) نسب البيت لكثيرين؛ لعبد اللَّه بن الحجاج كما في "أنساب الأشراف" للبلاذري (١٣/ ١٥١)، و"الأغاني" للأصفهاني (١٣/ ١٨٢)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٧/ ٣٦٥). وللبيد كما في "محاضرات الأدباء" (٢/ ٢٠٧). ولرزين العروضي كما في "معجم الأدباء" (٣/ ٣٣٥). ولعبيد =