للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أي: حِبَالة صيَّاد (١).

وقوله تعالى: {ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ}: أي: منهزِمين ابتُليتُم في أول (٢) الالتقاء بالهزيمة لإعجابكم بكثرتكم دون اعتمادكم على نصرة اللَّه، وعلى إلقائه الرعبَ في قلوب الأعداء، فلم ينفعكم العَددُ والعُدد التي لم تكونوا على مثلها في الوقائع التي نُصرتم فيها مثلَ بدر والأحزاب، وكانوا اثني عشر ألفًا حتى قالوا: لن نُغلبَ اليوم عن قِلَّة، وضاقت عليكم الأرضُ فلم تجدوا طريقًا إلى الخلاص إلا بالهزيمة، وذلك أن مَن أُعجب بعُدته (٣) اعتَمد عليها فلم يتضرَّع إلى اللَّه تعالى ولم يسأله النصر، فحُرم ذلك بتركِ التضرُّع والدعاء.

وقال الواقدي (٤): لما فتَح اللَّه تعالى على رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- مكة مشت أشراف هوازن بعضُهم إلى بعضٍ، وكذا ثقيفٌ بعضها إلى بعضٍ، وحشَدوا (٥) وبَغوا وقالوا: واللَّهِ ما


= ابن أيوب بن ضرار العنبري كما في "الحماسة البصرية" (١/ ٢٩). وللطرماح كما في "ديوانه" (ص: ١٦٩)، و"التذكرة الحمدونية" (٥/ ٤٣٠). وهو بلا نسبة في "معاني القرآن" للفراء (١/ ٤٧٧).
(١) في (ف): "صيد".
(٢) في (ف): "في الأول عند".
(٣) بعدها في (ف): "التي".
(٤) قال الواقدي في روايته لهذه الواقعة: حدَّثنا مُحَمّدُ بنُ عبدِ اللَّه، وعبدُ اللَّهِ بنُ جعفرٍ، وابنُ أبي سَبْرَةَ، ومحمدُ بنُ صالحٍ، وأبو مَعْشرٍ، وابنُ أبي حَبيبةَ، ومحمدُ بنُ يحيى بنِ سهلٍ، وعبدُ الصَّمَدِ بنُ محمدٍ السعديّ، ومعاذُ بنُ محمد، وبُكَيرُ بنُ مِسمارٍ، ويحيى بنُ عبد اللَّه بن أبي قتادةَ، فكلّ قد حدَّثنا بطائفةٍ، وغيرُ هؤلاء حدَّثنا ممن لم أُسَمِّ أهلُ ثقةٍ، فكلّ قد حدَّثنا بطائفةٍ من هذا الحديثِ، وبعضُهم أَوعَى له مِن بعضٍ، وقد جمعْت كلَّ ما قد حدثوني به، قالوا. . .، فذكره. انظر: "المغازي" (٣/ ٨٨٥). وقد نقل المؤلف عنه ما سيأتي بشيء من الاختصار.
(٥) في (أ) و (ر): "وحسدوا"، والمثبت من (ف) و"المغازي".