للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٤٩) - {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}.

وقوله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}: أنْ يملِّكَنيه، وهكذا لا أملكُ إنزالَ العذابِ بكم الآن.

وقوله تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}: قال مقاتل: قلْ يا محمَّد لكفَّار مكَّة: لا أملكُ لنفسي دفعَ سُوء عنها، ولا سَوق خيرٍ إليها، إلَّا ما شاء اللَّه فيصيبني، فكيف أملكُ إنزالَ العذابِ بكم، ولكلِّ أمَّة وقتٌ معلوم للعذاب، مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، فإذا جاءَ وقتُ عذابِهم لا يتقدَّمون ساعةً حتَّى يُعذَّبوا ولا يتأخَّرون، فكذلك هذه الأمَّة (١).

والعذابُ: القتلُ ببدر.

* * *

(٥٠) - {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ}.

وقوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ}: قيل: فيه تقديمٌ وتأخيرٌ وإضمارٌ، وتقديرُه: ما ترَوْن وما تقولون ماذا يستعجِل منه المشركون إنْ أتاكم عذابهُ الذي تستعجلونَه أخذًا بالنَّهار وباللَّيل، كيف تصنعون؟

وقال القشيريُّ رحمه اللَّه: مَنْ عرَفَ كمالَ القُدْرةِ لم يأمَنْ مِنْ أخذِ الفَجأة، ومَن خافَ البياتَ لم يستلذَّ السُّبات، ومَنْ توسَّد الغفلة أيقظَتْه فجأة العقوبة، ومَنْ استوطأ مركبَ الزَّلَّة عثرَ به في وَهْدة المحنة (٢).


(١) المصدر السابق (٢/ ٢٤١).
(٢) انظر: "لطائف الإشارت" للقشيري (٢/ ١٠٠).