للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أحواله مِن المحن، وأشدُّ المحن ارتكابُ المعاصي، فيعصمُه اللَّهُ تعالى دوام أوقاته عن الزَّلات (١).

وروي عن النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه سُئِلَ عن أولياء اللَّه قال: "هم الَّذين إذا رُؤوا ذُكِرَ اللَّه" (٢).

وقال عمر رضي اللَّه عنه: سمعْتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنَّ مِنْ عبادِ اللَّهِ أناسًا ما هُمْ بأنبياءَ ولا شهداءَ يَغبِطُهُم الأنبياءُ والشُّهداءُ يومَ القيامةِ بمكانِهم مِن اللَّهِ تعالى"، فقال رجلٌ: مَنْ هُمْ يا رسولَ اللَّه؟ وما أعمالُهم؟ نحبُّهم بذلك. قال: "رجالٌ يتحابُّون بِرُوْحِ اللَّهِ مِنْ غيرِ أرحامٍ بينَهم، ولا أموالٍ يتعاطَوْنَها بينَهم، فواللَّهِ إنَّ وجوهَهُمْ لَنُورٌ وإنَّهم لَعَلَى منابِرَ مِنْ نُورٍ، لا يخافونَ إذا خافَ النَّاسُ، ولا يحزنونَ إذا حَزِنَ النَّاسُ"، ثمَّ قرأ: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (٣).


(١) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ١٠٤ - ١٠٥).
(٢) حديث حسن بشواهده، رواه ابن صاعد في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (٢١٨)، والبزار في "مسنده" (٥٠٣٤)، والنسائي في "السنن الكبرى" (١١١٧١)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٩٦٤)، من طريق سجد بن جبير عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
وروي عن سعيد مرسلًا بإسناد أصح من إسناد الموصول، رواه ابن المبارك في "الزهد" (٢١٧)، وابن أبي الدنيا في "الأولياء" (١٥)، والطبري في "تفسيره" (١٢/ ٢١٠).
وله شاهد رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢٧٥٩٩)، والبخاري في "الأدب" (٣٢٣)، وابن ماجه (٤١١٩)، من حديث أسماء بنت يزيد رضي اللَّه عنها، بلفظ: "خياركم الذين إذا رؤوا ذكر اللَّه عز وجل".
(٣) رواه أبو داود (٣٥٢٧). قال ابن كثير في "تفسيره": (إسناد جيد، إلا أنه منقطع بين أبي زرعة وعمر رضي اللَّه عنه).
قلت: وله شاهد رواه النسائي في "الكبرى" (١١١٧٢)، وأبو يعلى في "مسنده" (٦١١٠)، وابن حبان في "صحيحه" (٥٧٣)، عن أبي هريرة بإسناد صحيح.