للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٦٨) - {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}.

وقوله تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}: وهذا تعجيبٌ مِن اللَّهِ تعالى مِن جرأةِ المشركين على الافتراء على اللَّهِ تعالى بإضافةِ الأولاد إليه.

وحاجَّهم في ذلك فقال: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}: وهو ما كانوا يقولون: إن الملائكة بنات اللَّه.

ثمَّ نزَّه نفسَه فقال: {سُبْحَانَهُ} تنبيهًا للعباد على تنزيهِه.

ثمَّ قال: {هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}؛ أي: فلا حاجةَ به إلى الولدِ الَّذي إنَّما يُتكثَّر به ويُتعزَّز به في الحياة وبعد الوفاة، فمَن كان مالكًا للسَّماوات والأرض لم يوصَف بالحاجة إلى التَّكثُّر والتَّعزُّز.

ثمَّ أخبرَ أنَّه لا سلطان لهم بهذا؛ أي: لا حجَّة.

وقوله تعالى: {أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}: استفهامٌ بمعنى الإنكار.

وقال القشيريُّ رحمه اللَّه: لا يجوز في صفةِ اللَّهِ تعالى الوِلادةُ لتوحُّده، وأنَّه لا قسيم له، ولا يجوز منه التَّبني أيضًا لتفرُّده، وأنَّه لا شبيهَ له (١).


= لابن الجوزي (ص: ٣).
وروي هذا القول عن الفضيل بن عياض. رواه الدينوري في "المجالسة" (١/ ٤٤٥)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ٩٩).
وروي أيضًا عن أبي سليمان الديراني. رواه أبو طاهر السلفي في "الطيوريات" (٣/ ١٠٣٤).
(١) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ١٠٨).