للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يعني: لم يصدِّق موسى إلَّا قليلٌ مِن قوم فرعون، وهم سبعون أهل (١) بيت مِن القبط مِن آل فرعون، والأمَّهات مِن بني إسرائيل، فجعل الرَّجلُ يتبع أمَّه وأخواله (٢).

{عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ} (٣) يعني: أشراف قومه وجنده (٤) أن يقتلهم.

{إِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ}: لمخالف في أرض مصر {وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} يعني: مع المشركين في النَّار، وهذا تسليةٌ للنَّبيِّ عليه الصلاة والسلام في قلَّة مَن آمنَ بِهِ.

وقيل: معنى الآية: فما صدَّق موسى إلَّا أعقابُ قومٍ مِن قوم موسى، وهم بنو


(١) في (ر) و (ف): "ألف".
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ١٤٣)، والواحدي في "البسيط" (١١/ ٢٨٤). وروى الطبري في "تفسيره" (١٢/ ٢٤٤) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: "الذرية: القليل".
(٣) في النسخ: "وملئه" بدل {وَمَلَئِهِمْ}، والمثبت هو الصواب، وانظر التعليق الآتي.
(٤) كذا شرح المؤلف قوله: {وَمَلَئِهِمْ}، وهذا التفسير على ما جاء في النسخ ظاهر، لكنه على لفظ الآية يحتاج إلى بيان؛ لأنَّه فسر صمير الجمع بصمير مفرد، فكان لا بد من بيان ذلك، قال الزمخشري في "الكشاف" (٢/ ٣٦٣): فإن قلت: إلام يرجع الضمير في قوله: {وَمَلَئِهِمْ}؟ قلت: إلى فرعون، بمعنى آل فرعون، كما يقال: ربيعة ومضر، أو لأنه ذو أصحاب يأتمرون له. ويجوز أن يرجع إلى الذرية، أى: على خوف من فرعون وخوف من أشراف بني إسرائيل، لأنهم كانوا يمنعون أعقابهم خوفًا من فرعون عليهم وعلى أنفسهم، ويدل عليه قوله: {أَنْ يَفْتِنَهُمْ} يريد: أن يعذبهم.
قلت: وهذا كله على عود الضمير في {قَوْمِهِ} إلى موسى، أما على عوده إلى فرعون فالمعنى ظاهر، وعود الضمير على فرعون رواه الطبري في "تفسيره" (١٢/ ٢٤٦) عن ابن عباس، وهو الذي صححه المؤلف كما سيأتي، ورجحه ابن عطية في "المحرر الوجيز" (٣/ ١٣٧) بأن المعروف في القصص أن بني إسرائيل كانوا في قهر فرعون، وكانوا قد بشروا بأن خلاصهم على يد مولود يكون نبيًّا صفته كذا كذا، فلما ظهر موسى عليه السلام اتبعوه ولم يعرف أن أحدا منهم خالفه.