للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والنَّظم (١) بينهما: أن الصلاة حقُّ اللَّه تعالى، وصرفُ الزكاة إلى الفقير حقُّ عبادِ اللَّه، والواجبُ مراعاتُهما بأمر اللَّه، ومرجعُ جميع العبادات إلى هذين، فالصلاةُ عبادةٌ بدنيَّة، والزكاة عبادةٌ مالية، وجميعُ العبادات تنقسم إليهما.

والثاني: قولُ ابن مسعود رضي اللَّه عنه: هو الإنفاقُ على الأهل (٢)، قال اللَّه تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} الآية [الطلاق: ٧].

والثالث: قول الضحَّاك: هو التصدُّق من أنواع (٣) الأموال في الوجوه المختلفة، ويتناول ذلك الصرفَ إلى كلِّ خير (٤)، قال اللَّه تعالى: {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} [البقرة: ٢٦٧].

والرابع: قولُ بعضهم: إنه قراءةُ القرآن، ونظمُه -أي: ضمُّه (٥) - إلى الصلاة: أنهم يقرؤون القرآن في الصلاة، قال اللَّه تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: ١٦]؛ أي: مما أعطيناهم من القرآن يَتْلون، فليس هذه حالةَ إنفاق المال؛ فإنها (٦) حالُ صلاة الليل.

والخامس: إنه إنفاقُ الرُّوح، قال اللَّه تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [البقرة: ١٩٥]؛ أي: بأرواحكم {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: ١٩٥]؛ أي: إلى حرمان الحياة الباقية الحاصلة بالشهادة بقوله: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: ١٦٩].


(١) في (ر): "والنظام"، وفي (ف): "والجامع".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١/ ٢٥٠).
(٣) "أنواع": ليست (أ).
(٤) رواه بنحوه الطبري في "تفسيره" (١/ ٢٤٩).
(٥) "أي: ضمه": سقط من (أ).
(٦) في (ر) و (ف): "فإنه".