للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وللوسَط: في قوله تعالى: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} [الصافات: ٥٥]؛ أي: في وسَطِها.

ولقَصْدِ الطريق: في قوله: {عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [القصص: ٢٢]؛ أي: قصد الطريق.

وللمستوي: كما في قوله تعالى {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ} [الشعراء: ١٣٦].

وللشركاء: في ثلاث آيات: {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} [الحج: ٢٥]، {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: ٨٩]، {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} [الروم: ٢٨].

ثم قولُه تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ} ولم (١) يقل: سواءٌ عليك؛ أي: إنذارُك وتركُ إنذارك ليسا (٢) سواءً في حقك، فإنك (٣) تثابُ على الإنذار وإنْ لم يؤمنوا، فأما في حقِّهم فهما سواءٌ؛ لأنهم لا يؤمنون في الحالين، وهو نظيرُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه (٤) يثاب به الآمرُ وإن لم يَعمل به المأمور.

وكان هؤلاء القومُ كقوم هودٍ الذين قالوا لهودٍ صلوات اللَّه عليه: {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ} [الشعراء: ١٣٦]، وقال تعالى في حقِّ هؤلاء: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}، وقال أيضًا: {سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ} [الأعراف: ١٩٣]، ويقالُ لهم في القيامة: {اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ


(١) في (أ): "لم".
(٢) قبلها في (أ): "أي".
(٣) في (ف): "لأنك".
(٤) في (أ): "أنه".